بمناسبة يوم المرأة العالمي الذي احتفلت به نساء المعمورة أمس، فضّل رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، سلامة معروف، أن يذكّر الجميع بمجازر الاحتلال الصهيوني التي خلفت 12 ألفا و316 شهيدة خلال حرب الإبادة بقطاع غزة.
أشار المصدر إلى تواصل حصار الاحتلال ومنعه المساعدات حيث تعيش النساء الفلسطينيات ظروفا إنسانية كارثية ويعانين من التجويع والتعطيش، مضيفا بأن الإبادة تركت 2000 امرأة وفتاة بعاهة مستدامة إثر بتر أطرافهن، و162 سيدة مصابة بأمراض معدية فيما تم تعذيب العشرات بالمعتقلات.
كما رمّل العدوان الصهيوني الغاشم 13 ألفا و901 امرأة وأثكل 17 ألف أم بعد فقدان أبنائهن فيما فقدت 50 ألف حامل أجنتّهن في ظروف غير إنسانية.
تشريــد وجــوع وألم
تعيش النساء الفلسطينيات في قطاع غزة واقعا مريرا نتيجة الإبادة الجماعية التي ارتكبتها القوات الصهيونية وأدّت إلى استشهاد الآلاف من النساء، وإجبارهن على النزوح المستمر على مدار نحو 16 شهرا، فضلا عن حرمانهن من أبسط الاحتياجات الأساسية، مثل المسكن الآمن، والغذاء، والرعاية الصحية.
وسط خيام ومدارس تأويهن بعد تدمير منازلهن، تواجه النساء الفلسطينيات أوضاعا قاسية، منهن من فقدت زوجها، ومنهن من فقدت أبناءها، وأخريات يعانين من إصابات دون توّفر العلاج اللاّزم.
وفي يوم “المرأة العالمي” الموافق 8 مارس من كل عام الذي يخصصه العالم للاحتفال بإنجازات النساء في مختلف أنحاء المعمورة، يتحوّل في غزة المنكوبة إلى يوم يعكس المعاناة والألم.
في إحدى المدارس بقطاع غزة، تحدثت أمّ نازحة من بلدة بيت حانون شمالي القطاع إلى جنوبه، قائلة: “نعيش معاناة دون طعام أو شراب أو ملابس ..أولادنا مشردّون، لا نعلم أين هم، نعيش في المدارس بلا كهرباء ولا مياه، نخشى الظلام ونفتقد الأمان”.
ولا يختلف حال نازحة أخرى فقدت زوجها واثنين من أبنائها في الحرب، حيث قالت: “نزحنا من البيت إلى المدرسة، وفقدت أولادي وزوجي، نعيش معاناة لا غاز ولا طعام ولا مياه، حتى الطّهي نقوم به على النار”.وأضافت: “المعاناة مريرة وصعبة، فقدت أبنائي وكل واحد منهم كان يعيل أسرة مكوّنة من 5 أفراد، النساء خارج غزة يحتفلن ونحن هنا نعيش القهر والظلم والفقد، كلنا مكلومون، لكننا صامدون رغم الحصار”.
يــوم حُــزن
من جهتها، تقول أم أحمد، نازحة في مدرسة: “يوم المرأة في كل العالم يوم احتفال وتكريم، لكن في غزة أصبح يوم الحزن، على مدار أكثر من عام ونحن نعيش الحرب والقصف”.وأضافت، “بدلا من أن نكرّم، نجد أنفسنا نطبخ على النار، نغسل الملابس بأيدينا، ننام في الخيام وعلى الأرض.. إن الفلسطينيات في غزة ينتظرن المساعدات بعدما كن يعشن حياة كريمة في بيوتهن”.
أما الفلسطينية أم أحمد أبو عيادة، التي تعيش داخل خيمة وتعدّ طعام الإفطار لأطفالها الأربعة بعد وفاة زوجها، فقالت: “زوجي توفّي بسبب مرض السرطان خلال الحرب، لم تكن هناك جرعات كيميائية لعلاجه، ولم يكن لدينا القدرة على توفير الرعاية اللاّزمة له”.وبدلا من الاحتفال بيوم المرأة، تقضي الفلسطينية يومها في جلب الماء وجمع الحطب، بحسب قولها.«نحتاج بيتا وليس خيمة”
أما إسراء كمال فتوجّه كلامها للجمعيات التي تتحدّث عن حقوق المرأة، وتتساءل: أين حقي أنا المرأة الفلسطينية؟ أنا أعيش في خيمة، أقرأ قرآني تحت صوت الطائرات المزعج، ونعاني من نزوح ومن تعب وعدم استقرار”.وتوضّح أن نساء قطاع غزّة يحتجن إلى راحة البال والأمان، وإلى بيت وليس خيمة.
وعن ظروف حياتها الصعبة، تقول ميرفت عبيد -بعد تنهيدة عميقة- إن حياتها تغيّرت بعد الحرب حيث فقدت كل أفراد عائلتها “كل أهلي مُسحوا من السجل المدني”.
نسـاء الضفـة ومـرارة النـزوح
وعلى وقع استمرار العدوان العسكري الصهيوني في الضفة الغربية المحتلة، تعيش الفلسطينيات ظروفا مأساوية بعدما أجبرهن الاحتلال تحت تهديد النيران على النزوح بعيدا عن منازلهن التي تم تدمير وهدم الكثير منها.
الفلسطينيات اللّواتي حوّلتهن القوّات الصهيونية إلى مشردّات يعشن في مراكز للنزوح بظروف إنسانية صعبة وبلا خصوصية، يُعربن عن تخوفّاتهن من مصير حياتهن. وفي السيّاق، تصف النازحة “أم أحمد” غنام الظروف التي تمر بها خاصّة بعدما شاهدت منزلها في مخيم نور شمس يهدم على شاشات التلفاز بـ«الصعبة”.
وتقول عن ذلك: “الشعور صعب أعيش المجهول، فقد ذهب البيت الذي شيدناه بتعبنا، وضعنا كل حياتنا فيه ذكرياتنا وكل شيء”.
وتشير إلى إصرارها على العودة للمخيم في حال انسحب منه الجيش الصهيوني، قائلة: “رغم هدم المنزل سأعود للمخيّم وأنصب خيمة مكان المنزل، لن أتركه”.