عاد شبح المجاعة من جديد في قطاع غزّة، بالتزامن مع استمرار منع الاحتلال الصّهيوني دخول المساعدات والبضائع إلى قطاع غزّة منذ أسبوع.
دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزّة يومه 49 على التوالي، لكن الجمود في المفاوضات ما زال قائما، بسبب تعنّت الاحتلال، ورفضه الدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق. وشهدت أسواق قطاع غزّة ارتفاعا كبيرا في أسعار المواد الأساسية، مع بدء فقدانها، خصوصا اللحوم والدواجن، التي تسبّب شحّها في إغلاق العديد من المطابخ والمطاعم، وحرمان العائلات من تناولها.
في السياق، اعتبرت حركة “حماس”، أمس الجمعة، إغلاق الكيان الصّهيوني لمعابر غزّة لليوم السابع على التوالي ومنع إدخال المساعدات، أحد “أشكال حرب الإبادة الجماعية المتواصلة” بحق الشعب الفلسطيني بالقطاع، و«جريمة حرب “تستدعي تدخلا دوليا”.
وقال المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع في بيان: “تشديد الحصار على قطاع غزّة وإغلاق المعابر لأسبوع كامل ومنع إدخال المساعدات أحد أشكال حرب الإبادة التي لم تتوقف بحق شعبنا”. كما عدّ سياسة التجويع والعقاب الجماعي التي ينتهجها الاحتلال “انتهاكا صارخاً للقوانين الدولية والإنسانية وجريمة حرب يستوجب على العالم وقفها ومحاسبة مرتكبيها”. وجدّد مطالبته للمجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والإنسانية بـ “إجبار الاحتلال على فتح المعابر وإدخال المساعدات الإغاثية والطبية وإنهاء معاناة الفلسطينيّين بغزّة”.
سـلاح التجـويـع
وأوقفت، الأحد الماضي، سلطات الاحتلال إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزّة في محاولة للضغط على حركة “حماس”، ما تسبب في انتقادات دولية واسعة للكيان الغاصب.
وكانت المساعدات تدخل إلى غزّة من 3 معابر: معبر كرم أبو سالم جنوب القطاع، ومعبر أو نقطة استحدثتها سلطات الاحتلال خلال حرب الإبادة الجماعية وتقع شمال غرب القطاع وأطلقت عليها اسم “زيكيم”، وحاجز بيت حانون “إيرز” شمالي القطاع. وعند منتصف ليل السبت إلى الأحد الماضيين، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزّة رسميا والتي استغرقت 42 يوما، دون موافقة الاحتلال على الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.
ويريد نتنياهو تمديد المرحلة الأولى من صفقة التبادل للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الصّهاينة في غزّة، دون تقديم أي مقابل لذلك أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية، وذلك إرضاء للمتطرّفين في حكومته.
بينما ترفض حركة “حماس” ذلك، وتطالب بإلزام الاحتلال بما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، وتدعو الوسطاء للبدء فورا بمفاوضات المرحلة الثانية، بما تشمله من انسحاب الجيش الصّهيوني من القطاع ووقف الحرب بشكل كامل.
هذا، وحذّر خبراء أمميّون مستقلّون في مجال حقوق الإنسان، من أنّ الكيان الصّهيوني استأنف استخدام سلاح المجاعة في غزّة ضد الفلسطينيّين، بقراره خرق اتفاق وقف إطلاق النار ومنع دخول المساعدات الإنسانية. وقال الخبراء في بيان مشترك صدر، الخميس، “نشعر بالفزع إزّاء قرار الاحتلال الصّهيوني بتعليق جميع السلع والإمدادات مرة أخرى، بما في ذلك المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة التي تدخل قطاع غزّة، في أعقاب قرار الاحتلال الصّهيوني لإعادة فتح “أبواب الجحيم” على القطاع المحاصر.