وقع كل من الديوان الوطني لحقوق المؤلف ومؤسسة «إيريس»، أمس الأحد بفندق «آ زد»، اتفاقية تتضمن ترخيص استعمال كل المصنفات الأدبية والفنية، في إطار إنتاج الهواتف النقالة والتكنولوجيات التي تطورها «إيريس». حضر حفل التوقيع وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، وأشاد بهذه المبادرات، كما أكد أن الفدرالية الدولية لمنتجي السمعي البصري تراقب عن كثب قنواتنا التلفزيونية التي قد تدفع الجزائر فاتورة تعدّيها على حقوق التأليف.
خلال كلمته، اعتبر ميهوبي هذه اللقاءات «مهمّة وتبيّن أن العمل في الشفافية وفي إطار القانون مسألة أساسية»، كما أن «لوندا تقترب بصورة مستمرة من مختلف المؤسسات الاقتصادية، والقنوات التلفزيونية التي تستعمل أكثر المصنفات»، وقد تمكنت «لوندا»، بتوقيع مثل هذه الاتفاقيات، من تحقيق «نجاح كبير في فترة قصيرة لم تتجاوز السنة»، حسب وزير الثقافة، الذي دعا المنتجين الاقتصاديين إلى أن يحذوا حذو هذه المؤسسات التي فرضت نفسها باحترامها للقانون، خاصة وأن هذه التحصيلات المالية تعود في النهاية إلى العائلة الفنية، التي تستفيد من هذه العائدات بمختلف الطرق.
وأضاف ميهوبي أن «الذين يحاولون تجاوز القوانين والعمل الفوضوي يعرضون صورة الجزائر إلى مشاكل ومتاعب»، مؤكدا أن «الفدرالية الدولية لمنتجي السمعي البصري تراقب اليوم التلفزيونات الجزائرية التي تعرض أعمالا غير مرخص بها، وهذا يمكن أن يؤدي إلى أن تدفع الجزائر الفاتورة».
في الأخير، تقدم ميهوبي بأحر التعازي لعائلة الفنان القدير عمار معروف، الذي توفي صبيحة الإثنين.
من جهته، أشاد جمال قيدوم، المدير العام المساعد بمؤسسة «ساتيريكس إيريس»، أشاد بمجهودات «لوندا» على التزامها الاستراتيجي لمساندة الإنتاج الوطني. وأضاف بأن مثل هذه المبادرات توفر رؤية استراتيجية أوضح للمصنّع الجزائري. وذكّر قيدوم بأن مؤسسته «جزائرية وطنية مائة بالمائة، بدأت بثلاثين عاملا وهي تضمّ الآن 3300 عامل كلهم جزائريون». وإذا كانت المؤسسة حاضرة في 6 دول خارج الجزائر إلى حد الآن، فهي تطمح إلى الوصول إلى القارتين الأوروبية (إسبانيا) والأمريكية (الأورغواي).
سألنا قيدوم عن الرسالة التي يوجهها للمنافسين الذين لم يعمدوا بعد إلى تسوية وضعيتهم تجاه القوانين الحامية للمصنفات الفكرية، ما لا يوفر مناخا اقتصاديا سليما بقواعد تنافسية عادلة، فقال إن شركته لطالما عملت في شفافية تامة، وأن المنافسين نوعان: «المنتجون وهم زملاء، ومتأكد أن الكثير من المنتجين الوطنيين سيتبعون نفس الاستراتيجية، أما النوع الثاني وهم المنافسون الباعة فأقول يجب أن يكون لدينا ثقافة احترام حقق الآخرين، لأن مؤسسة محترمة تعمل في إطار الشفافية يجب أن تحترم حقوق المؤلف».
أما سامي بن شيخ الحسين، المدير العام لديوان حقوق المؤلف والحقوق المجاورة، فوصف «إيريس» بالمؤسسة الوطنية المواطِنة، وبتوقيعها على هذه الاتفاقية فهي تعبر عن التزامها بالقوانين الدولية الخاصة بالملكية الفكرية، خاصة وأن المال الذي ستدفعه سيفيد في مساندة المجهود الإبداعي.
وشرح بن شيخ الحسين أنها اتفاقية خاصة بترخيص لمدة سنة لاستعمال المصنفات في الهواتف النقالة، وهي رخصة شاملة تسمح باستيراد وإنتاج كل جهاز يمكنه أن يحمل مصنّفا: «في السابق كل السلع كانت مستوردة لذلك لم نكن في حاجة إلى هذه الاتفاقيات، أما اليوم فنحن نتعامل أكثر مع منتجين لا مستوردين»، يقول مدير «لوندا»، شارحا بأن النسخة الخاصة هي كل النسخة التي يمكن تسجيلها بشكل خصوصي، ولذلك يدفع مقابل كل جهاز يسمح بتسجيل أو نسخ مصنف ما.
وقد سألت» الشعب» بن شيخ الحسين التوضيح لما جاء على لسان وزير الثقافة من كون المؤسسات الدولية تراقب ما تبثه قنواتنا، وهو ما سبق لبن شيخ التحذير منه شهر ماي الفارط، فأجاب بأن «مؤسسة دولية تتابع عن قرب برامج القنوات الجزائرية وهو قرار اتخذ في شهر رمضان (حوالي 24 أو 25 ماي)، حيث تم تعيين مجموعة خبراء للمتابعة، بعد بث فيلم من إنتاج نتفليكس، وأفلام هذه الشركة العالمية ليست موجهة للعرض في دور السينما أو القنوات، وهنا لا يتعلق الأمر بقرصنة بل سرقة، ويبدو أن نتفليكس هي الشركة التي أطلقت هذه العملية». وتوقع مدير «لوندا» أن يصدر قرار في القضية بعد أسبوعين أو ثلاثة، متوقعا صدور عقوبات خاصة وأن إثبات التجاوزات سهل جدا، كما ناشد وزارة الاتصال لأن تدين هذه التجاوزات وتوقفها.
واعتبر بن شيخ أن التحجج باعتماد هذه القنوات من خارج الجزائر لم يعد ذا معنى، لأن هذه القنوات مقراتها بالجزائر وتنشط بالجزائر تقدم إشهارا للجزائر وبرامجها موجهة للجمهور الجزائري.
