يعتبر من أحد الفنانين المتميزين بمدينة قسنطينة، له طابع فني وأداء ميزه عن الباقي، يتفنـن في عزفه على شتى الآلات الموسيقية التي تدخل في صناعة الأغنية الشرقية إلى جانب الأندلسية عموما، أشرقت عليه شمس الفن الأصيل من مدينته الأصيلة والذي استمد من عبق تاريخها وجذور الارتباط بالأغنية الأندلسية وحضارات متعاقبة على سيرتا العتيقة، إنه الفنان “عيمر خالد” الذي التقته جريدة “الشعب” خلال شهر رمضان الكريم، أين فتح لنا قلبه من خلال هذا الحوار المتميز الذي حدثنا فيه عن حياته الفنية وعن جديده المنتظر طرحه في السوق بعد عيد الفطر المبارك.
”الشعب”: بداية من هو شخص “عيمر خالد”؟ وكيف كانت الانطلاقة أين ومتى كانت؟
- الفنان خالد عمير: خالد عيمر من مواليد مدينة قسنطينة ترعرعت في وسط غير فني عكسي تماما،” هههه” موهبتي منذ الصغر هي الاستماع إلى الأصوات الكبيرة أم كلثوم، صباح فخري، فيروز، وديع الصافي وغيرهم من الفنانين الكبار إضافة إلى استماعي لكبار قراء القرآن الكريم من أمثال الشيخ عبد الباسط والمنشاوي والحصاري، هؤلاء تعلمت منهم القراءة والإجادة في الإلقاء أي تعلمي كان عصامي من البداية ومن هناك قمت بتكوين نفسي وصقلت شخصيتي الفنية التي أتمتع بها الآن وأتميز بها بأدائي وعزفي، لأتعلم بعدها على يد الشيخ بن طوبال وقبلها أصول العزف على العود على يد الأستاذ هشام زهير عشي وعلى هذا الأساس كونت نفسي على كيفية العزف ومن أهم صفاتي اكره التقليد وأن أكون نسخة من فنان، أفضل أن تكون لي بصمتي لأكون راسخا بها في أذهان محبيني، هذا وقد شاركت في عديد المحافل الدولية عام 1996، منها مشاركات في مهرجانات أقيمت في تونس، ليبيا، المغرب وتركيا
أما فيما يخص بدايتي كانت من عمر 08 سنوات من خلال تجويد القرآن والنطق لأنتقل بعدها إلى الموشحات هناك استلهمت كل ما هو شرقي، وفي سنة 1988 بدأت في الانخراط في جمعية البسطانجية لأستاذها “بن طوبال” رحمه الله، ومنه إلى محبي الفن بقيادة الأستاذ “خلوفي دوادي” لتنطلق بعدها مسيرتي الفنية بعدما تشربت من مدارس الفن العريقة والتي كان يترأسها أساتذة الفن الأصيل
- ماهي الطبوع التي يمكن أن يؤديها عيمر خالد، بعيدا عن الطابع الأندلسي؟
الطبوع التي يمكن أن أؤديها إلى جانب الطابع الأندلسي تتمحور تحديدا حول الطبوع الشرقية، فضلا على الطبوع التونسية التي أميل إليها كثيرا والتي تعني القدود الحلبية والموشحات، الشرقية الشامية، أما بالنسبة للطابع الأندلسي فهو محصورا تحديدا في المغرب العربي فقط والمتمثل في دولة تونس، ليبيا، الجزائر والمغرب.
- هل تعتبر أن دراسة الموسيقى مهمة في حياة الفنان، سيما وأن معظم الأصوات الناجحة جدا لم تدرس؟
بالنسبة لي دراسة الموسيقى بالغة الأهمية بالنسبة لفنان، حيث يجب أن تكون من أولوياته إضافة إلى تعلم كيفية السمع الصحيحة وكذا الحفظ، وعموما الأصوات الناجحة هي نتاج تمرس واعتياد على الأداء ومن هناك تخلق شخصية الفنان وإذا لم تتكون شخصية الفنان فهناك خلل يعني أنه مجرد مقلد لفنان آخر لا غير، ولن يتمكن من الخروج من قوقعة التقليد تكرار ما يؤديه فنانون آخرين وهنا تكمن أهمية الدراسة هذه التي تصنع شخصية الفنان بطريقة أكيدة.
- ما هي الآلات الموسيقية التي يتقنها الفنان “عيمر خالد”؟
الآلات الموسيقية التي أجيد العزف عليها وتستهويني هي العزف على العود العربي وكذا الشرقي كآلة القيتار وكذلك الكمان، وهي الآلات التي تعلمتها منذ نعومة أضافري.
- أنت ابن مدينة العلم والعلماء، ما هو الأثر الذي تركته هذه المدينة في إبداعك؟
قسنطينة مدينة الهوا والهوى، مدينة تستوطن كل قلب عاشق للفن والفنون، مدينة ساحرة تستوعب كل فنون العالم هذا نسبة للحضارات العريقة المتعاقبة عليها، فاليوم استطيع القول أن المدينة التي تركت في ذاتي حب الفن الأصيل وهي مدينة فنية بامتياز.
- من هو الشخص الذي دعم مسيرتك الفنية؟
اليوم ومن خلال منبر جريدة “الشعب” أستطيع القول أن قلة من الأشخاص الذين دعموني في مشواري الفني وخلقوا في نفسيتي روح الفن والإبداع، الشيخ بن طوبال الذي يأتي في مقدمة الشخصيات الفنية التي تأثرت بها، ليأتي بعدها الشيخ الدوادي رحمهم الله، إضافة إلى الأستاذ “هشام عشي”، “سمير بوكريديرة” الذي شجعني على مواصلة الدرب وأنا حاليا مع مجموعته التي يقودها والتابعة لوزارة الثقافة ويديرها مركزيا مدير دار الأوبرا.
- كيف يرى عيمر واقع الأغنية الأندلسية عموما والمالوف خصوصا؟
إن واقع الأغنية الأندلسية يبشر بالخير دائما لأننا دائمي الاكتشاف للأصوات الواعدة والتي ستستلم مشعل الفن الأصيل في هاته المدينة التي تتنفس الفن، فضلا عن وجود شخصيات عريقة تركت بصمة عميقة في نفس كل ساكنة الدولة الجزائرية ما جعل جيلا بأكمله يستكمل المسيرة والإبقاء على هذا الفن العريق والحفاظ عليه من الزوال.
- مشاريعك المستقبلية؟ وما الذي تحلم بتقديمه في عالم الغناء؟
عن مشاريعي المستقبلية أحضر مؤخرا لطرح ألبومين، الألبوم الأول من تلحيني وأدائي وسيكون أول إنتاج لي وكذلك ألبوم ثاني من التراث وهو عبارة عن مزيج بين التراث القسنطيني والتونسي، ودائما ما أترك بصمتي الفنية، حيث أنني أقوم بالتعديل فيما يخص التوزيع الموسيقي دون المساس بالأصل، وبالنسبة لهذا الألبوم الرابع ففيه من الوقت ما أخذ حيث استغرق من الوقت 24 يوما متتالية وبدون توقف، الألبوم كان بمساعدة موسيقيين متميزين مثل عازف الأورج “يزيد بلخير” الذي ساعدني كثيرا بتوجيهاته ونصائحه لإنجاح هذا الألبوم، وهنا أتقدم بالشكر على كل مجهوداته القيمة وهو الذي يعتبر من أمهر الموسيقيين العازفين.
- بما أننا في شهر الصيام؟ كيف هي يومياتك؟
يومياتي في رمضان روتينية بحتة لا ألبث أنتهي من عملي اليومي لأتوجه مباشرة نحو المنزل لأخذ قليلا من الراحة بعد عناء، بالنسبة لسهراتي فهي محدودة، بعدها إما أن أشارك في إحياء حفل فني أو أذهب للتمتع بأصوات أصدقائي الفنانين بما جادو به من أعمال وطرب، وهنا فإن يومياتي عادية جدا بشهر الصيام.
- كلمة أخيرة لجمهورك؟
كلمتي الأخيرة لجمهوري أجدد لهم حبي وامتناني لكل تشجيعاتهم وتوالهم معي في كل خطواتي الفنية، متمنيا لهم رمضان كريم في ما تبقى وعيد سعيد في ما هو آت.