يرى مفتش التربية الوطنية لوط عامر من خلال حديثه لـ «الشعب»: أن الاختلاف والتباين في الإبداع الأدبي والفني، هما وسيلتان للتقارب الفكري و الفني بين أفراد المجتمع الواحد وبينه وبين المجتمعات الأخرى، وهما تصبان في درب التقارب و التعايش السلمي بعيدا عن الأزمات و الاختلافات و الفوارق التي تصنعها الحدود الجغرافية و السياسات و الإيديولوجيات المتطرفة.
قال لوط عامر في هذا الشأن إنه «قد لا نكون مجانبين للصواب أو على الأقل غير مغالين فيه إذا زعمنا بأن الاختلاف والتنوع الثقافي أصل من أصول الطبيعة الإنسانية، ولو أتيح البحث في مخيلات الشعوب لأمكن الوقوف على الكثير من الأفكار والتصورات والخيالات التي تصلح أن تكون بذورا لأعمال أدبية ولوحات فنية كبرى فقد استقرت لدى شعوب الأرض تلك التصورات وتلك الرؤى على الرغم من تباين الألسنة وتباعد الأمكنة، خذ على سبيل المثال اتخاذ العبيد من الشعوب طائر الحمام رمزا للتفاؤل وللسلم من غير تواطؤ أو اصطلاح».
أضاف المتحدث قائلا، إن «خطوط حواجز الدين واللغة والتاريخ والجغرافيا لهو مؤشر لاتجاه الأعمال الفنية نحو التميز والخلود وليس معنى هذا أن تنعدم في العمل الفني كل العناصر الذاتية، إنما المقصود أن يستغرق الفنان بفكرته كل تفكير وبلغته كل الألسنة وبتصويره كل خيال»، مشيرا أن «تلك هي الميزة التي جعلت كثيرا من الأعمال الأدبية والفنية تتخطى حواجز اللغة وحواجز المكان وتحلق في سماء العالمية وأمثلتها كثيرة في الشعر والمسرح والموسيقى وفي كل ضروب الفن».
أشار لوط عامر قائلا: إن «التنوع الثقافي لا يقصد به الاختلاف والتنوع في مصادر البث بل أيضا من جانب الملتقى أيضا، ولولا ذلك لكنا نفينا من الشعر العربي، مثلا الجزء الأكبر منه كشعر أبي نواس ومطيع ابن إياس ونزار قباني وإلياس أبو شبكة وغيرهم كثير».