احتضنت، سهرة أول أمس، مكتبة جاك بارك بفرندة ندوة فكرية تناولت إشكالية المقروئية ودورها في تنوير الرأي العام وما للمقروئية من فوائد في تكوين الفرد الذي بدوره يكون المجتمع، كما طرحت إشكالية العزوف عن القراءة وما أسبابها، وما هي الآليات الناجعة لمصالحة القراء على الكتاب والمكتبات.
قالت مديرة المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية وعواد نصيرة، «إن غذاء الروح المتمثل في القراءة يجب أن يكون ضمن اهتمامات الرأي العام، كون الفرد الجزائري هو نواة المجتمع والشعب الذي يقرأ ويصنع حضارة هي التاريخ والذي هو بدوره عنوان كل بلد». وحثت المديرة الحضور «على التعود على القراءة لأنه لا مفر من التسلح بها في ظل العولمة وغزو العقول».
أشار من جهته الدكتور تاج محمد عميد كلية العلوم الإنسانية بجامعة بن خلدون: قائلا: «إن الشعب الذي يقرأ لا يستعبد
« والاستعباد بحسب قوله» ليس الاستعمار الذي يغزو البلدان فقط و لكن الاستعمار الجديد هو استعمار الفكر»، و»القراءة تكون في الكتاب لأنه أحسن جليس أو أقوى منصف للمعلومات لان له عنوان و كاتب وخرج من مطبعة وله نقاد كل هذا يصنع من القارئ شخصا فاعلا يميز بين الحسن و القبيح .تأسف الدكتور تاج لكون «أمة اقرأ لا تقرا، «مشيرا أن «أمة الإسلام كانت أولى ركائزها القراءة ، وأن كل من قرأ كتاب فك من العبودية» .
القراءة كما قال الدكتور ليست «تصفح وريقات وتقليب صفحات جرائد لكن القراءة فكر و تحصين لولوج أفكار هدامة، وهي صناعة مجتمع وأمة لا تخترق من قبل غزاة الفكر، وثمن الدكتور خلاله تدخله فكرة جسدتها مديرة المكبتة الرئيسية و المتمثلة في خوض تجربة «مكتبة داخل مقهى بتيارت» .
أما الدكتور بن عسلة عبد القادر أستاذ بجامعة غليزان فقد أسهب «في دور القراءة مقارنة بطرق أخرى وكيف أن الباحث الجزائري المتخصص يلجأ إلى دول أخرى لاقتناء كتب تفي بغرضه أوطباعتها هناك في ظل العزوف عن القراءة و الاستعانة بنقاد لتنوير الباحث. و يجب، يقول، «الإدمان على القراءة كما يتم الإدمان على الأكل لتفادي بعض الأمور السلبية التي أصبحت متداولة، لا تخدم لا الفرد والمجتمع «، كما ذكر الحضور بـ «أيام خلت كانت هدية المتمدرسين كتبا قيمة لا زال البعض يحافظ عليها» .
كان للحضور رأي أيضا في الموضوع من خلال اقتراح البعض «إنشاء مكتبات بكل مكان يرتاده الناس «المستشفيات حتى نخفف على المريض مع الاستعانة بمرشدين للقراءة. اختتمت الندوة الموضوع بتكريم بعض الحضور من الدكاترة والمهتمين بالقراءة.