تجسيدا لشعار تظاهرة شهر التراث لهذه السنة «تراثي مستقبلي»، أعدّت إدارة فرع تيبازة للديوان الوطني لتسيير وحماية الاملاك الثقافية برنامجا عمليا ثريا يعنى في أغلب جوانبه بالاستثمار في الطفل باعتباره المؤهل لحماية المعالم الأثرية حاضرا ومستقبلا.
أشار مدير فرع تيبازة لديوان تسيير وحماية الأملاك الثقافية اسماعيل أعراب، إلى كون التركيز على الطفل لا يرتبط بالشعار المرفوع من طرف الديوان على المستوى الوطني بقدر ما يرتبط بثقافة الاستثمار في هذه الفئة يمكن من توصيل المعلومة والفكرة للكبار من جهة، وكون هذه الفئة هي التي ستحمل المشعل مستقبلا وتتكفّل بحماية الآثار بمختلف أوجهها، ومن ثمّ فقد أعدّت إدارة الديوان محليا عدّة تظاهرات متفرقة تعنى بتسلية الطفل وربطه بماضيه وتاريخه، بحيث شرعت جمعية تراث جزائرنا منذ نهاية الأسبوع الأولى لشهر التراث بتنظيم مسابقة للأطفال بالحظيرة الأثرية، موضوعها أهم المعالم التي تحويها الحظيرة تلاها معرض خاص بفسيفساء للأطفال على مدار يومين بنفس الموقع. وبرمجت الجهة المنظمة تنظيم ورشات للأطفال تتضمن عدّة فقرات يومي السبت والثلاثاء مساء على مدار أربعة أسابيع متتالية، فيما شهد المركز الجامعي لعاصمة الولاية منذ أسبوعين ندوة نقاش على مدار يومين حول واقع الآثار بتيبازة وسبل الحفاظ عليها مع تأجيل ندوة نقاش أخرى إلى موعد لاحق على مستوى المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لأسباب تتعلق بعدم جاهزية المؤطرين للمساهمة فيها، إلا أنّ ذات المكتبة شهدت تنظيم معرض موجه لفئة الأطفال يرتبط بمواضيع التراث والبيئة والطبيعة، وهي التظاهرة ذاتها التي شهدتها بعض المؤسسات التربوية التي تجاوبت ايجابا مع الموعد بالتنسيق مع إدارة الديوان الوطني لتسيير وحماية الأملاك الثقافية.
على صعيد آخر، علمنا من إدارة الديوان الوطني لتسيير وحماية الأملاك الثقافية بتيبازة، بأنّ ما يربو عن 423 ألف زائر كانوا قد التحقوا بالمواقع الأثرية المحلية خلال السنة المنصرمة من بينهم 30 ألف سائح أجنبي، كما سجّلت ذات الجهة التحاق ما يربو عن 16 ألف زائر محلي بنفس المواقع بمعية 1100 زائر أجنبي، وشهد شهر جانفي لوحده التحاق 418 سائح أجنبي بتلك المواقع مقابل 2988 زائرا محليا، بحيث تشهد هذه الأرقام على كون الآثار بتيبازة لا تزال تشكّل قبلة مفضلة للزوار، ولا تزال تستقطب أعدادا غفيرة من السائحين على مدار أشهر السنة كلها.