أصدر الشّاعر السّوري علاء محمد رزيقة باكورة شعرية وهي أول الغيث الأدبي له، تحمل عنوان المسيح الصغير، وإن كان العنوان في حد ذاته يطرح العديد من الأسئلة النقدية، إلاّ أن اختيارات العناوين تعتبر واجهة الاصدارات، ويمكن قراءة أي كتاب من عنوانه الذي يعتبر مفتاح الكينونة للمبدع، وتتنوّع القراءات والتأويلات حول هذه الخيارات التي تبقى في الأدب من مزايا الممارسة الإبداعية.
احتوت المجموعة حوالي خمسة عشر قصيدة ترسم تجربة الشّاعر مع المتن الشعري، صدرت عن دار الدراويش للنشر والترجمة، عبر مائة وخمسون صفحة، رسم المبدع الشاب علاء مخيلات فكره وملكته الابداعية، ما يمكن للشاعر أن يقوله دون حاجته إلى مترجم ولا ناقل للأحاسيس، الديوان من القطع الاوروبي المتوسط في حلة بهية تعكس الألوان ماهيته، حيث يعتبره صاحبه تجربة وجودية ينبش في ذاكرة الوقائع والمسلمات، ويحيل التجربة الشعرية إلى رؤى ميتافيزيقية تبحث في ما وراء الأفكار الكبرى موضوعها الجمال، وأدواتها الرؤية الشعرية غير المسوّرة بأفكار بالية تعتز بالتراث العربي في وجهه المضيء وتقاطع الأفكار المعلّبة، وتقدم أفكارا جريئة وجديدة، وقد جاء في قصيدته التي حملت غلاف المجموعة:
مات ذلك المسيح الصغير
ولدي، وسميته طفل الضوء في المغارة
ينام واقفا..
عند أول النخل
في الصعود الكبير، إلى الأبد
يتلو صلاة الرخام
أنا والآس شاهدان على عرس الأرض
أرضنا التي ترضع أطفالها، جوعها
وتبعثهم بعد موتهم..
شهداء وخالدين