احتضنت المكتبة الوطنية الجزائرية بالحامة، أمس، مؤتمر «التراث، العمران والتنمية المستدامة، تحدي المدينة»، الذي نظمته كل من السفارة الإسبانية بالجزائر، معهد سرفانتس، وزارة الثقافة ومدرسة الهندسة المعمارية، بالتعاون مع وزارة السكن، وولاية الجزائر. ويسعى منظمو المؤتمر إلى إيجاد توليفة بين التراث التاريخي، التهيئة العمرانية والإنسان بما يحمله من قيم حضارية.
شهد اللقاء حضور سعادة سفير إسبانيا بالجزائر السيد سانتياغو كاباناس، والسيد مراد بوتفليقة مدير التراث بوزارة الثقافة، مع مشاركة تسوريا كساب مديرة مدرسة الهندسة المعمارية، د.خوان مونخو من جامعة مدريد، دييغو خيل الخبير الإسباني بالمجلس الأعلى للبحوث العلمية، مارك أوريلي سانتوس مدير التراث التاريخي والفني ببرشلونة.
تركز الموضوعات التي تمّ مناقشتها خلال هذا المؤتمر على تحديات المدن في القرن العشرين، وذلك من خلال جلسات: الهندسة المعمارية والعمران، المدينة والتنمية المستدامة، إعادة التأهيل والتراث والثقافة. كما سلّط اللقاء الضوء على تجربتين جزائريتين في مجال التنمية المستدامة، الأولى هي «الفقارة» التي تطرّق إليه عبد الكريم دحمان والثانية هي «قصر تافيلالت» الذي تطرّق إليه د.أحمد نوح.
اقتربنا من السيد أنتونيو خيل دي لاراسكو، مدير معهد سيرفانتس بالعاصمة، الذي صرّح لـ»الشعب» بأن الهدف من هذا اللقاء هو أن نجعل من المدن مكانا مريحا للعيش، والحفاظ على التراث التاريخي، ومن الممكن تعايش الاثنين معا: العمران التاريخي والناس بطريقة مريحة أكثر للجميع. وأكد دي لاراسكو أن الجزائر وإسبانيا يشتركان في قسط معتبر من التراث، هنالك الكثير من الكنوز التراثية على غرار قلعة وهران وتراث سيرفانتس الذي هو «تراث إنساني ونسعى إلى إعادة تأهيله بالتعاون مع وزارة الثقافة». وأضاف: «نبرمج كل سنة زيارات موجهة لحي سيرفانتس الذي نسعى إلى ترميمه وإعادة تهيئته، وقد تحدثت اليوم مع مدير التراث السيد بوتفليقة، الذي أبدى اهتمامه في العمل المشترك مع إسبانيا في هذا الصدد، وإنشاء ساحة سيرفانتس قرب المغارة».