دعا المشاركون في الملتقى الوطني الأول «شلالة العذاورة - تاريخ وتراث» الذي نظّمته جامعة يحيى فارس واختتمت فعاليته نهاية الأسبوع، إلى ضرورة تثمين هذه المبادرة العلمية وتعميمها على مناطق أخرى من ربوع الولاية، وكذا ترسيخ فكرة الملتقى ليتحول إلى ملتقى سنوي ينعقد بشكل دوري، والعمل على تشجيع الباحثين في مجال الدراسات الإنسانية والاجتماعية على الاهتمام بالتاريخ المحلي المجهري، إلى جانب السعي إلى جمع الشهادات الحية، ومختلف أشكال التراث المادي واللامادي. والاحتفاظ به في فضاءات عرض متحفية لتعريف الأجيال بتاريخنا المجيد.
اعتبر بالمناسبة الدكتور موسى هيصام عميد كلية العلوم الإنسانية والإجتماعية بجامعة المدية، بأن هذه التظاهرة العلمية انعقدت على مقربة من أطلال شواهد تاريخية ربطت المنطقة ببيئتها وعمق أصالتها، إنها مدينة آشير الزيرية ثاني عاصمة للمغرب الأوسط (الجزائر) في العصر الوسيط، المنشأة منذ أكثر من 1100 سنة (سنة 324 هـ / 936 م)، مبرزة «أمجاد المنطقة بقبيلة العذاورة وأعراشها وبطونها، وقبائلها المتعددة: «الدواير والربايعة والزناخرة، وحسن بن علي وبني يعقوب وأولاد سنان، الذين احتضنهم جبل تيطري وما جاوره بأوديته وشعابه وفيافيه». والعديد من علمائها وأعلامها ومثقّفيها، أمثال العلامة أبي عبد الله الأشيري والمجاهد محمد بن قويدر رئيس فرقة الخيالة في دولة الأمير عبد القادر، ونخبتها وإطاراتها كالوزير الأسبق مصطفى الأشرف، والأستاذ الطيب ولد العروسي مدير كرسي معهد العالم العربي بباريس، والإعلامية بالإذاعة الوطنية فاطمة ولد خصال.