تطرّق أمس برنامج المقهى الأدبي «سجالات ومعنى» الذي تنظّمه الإذاعة الثقافية بالمركز الثقافي عيسى مسعودي للإذاعة الجزائرية، إلى مهام الوكالة الموضوعاتية للبحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية، واقع البحوث التي تقوم بها وكيفية استفادة المجتمع منها، وكذا ومشاريعها المستقبلية، والتي سلّط الضوء عليها مديرها الدكتور عمار مانع.
أشار الدكتور عمار مانع أنّ مهام الوكالة الموضوعاتية للبحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية تتفرّع لتشمل تنظيم المناقصات الخاصة بالبحوث التي تطلبها المؤسسات الوطنية الاقتصادية والاجتماعية، تمويلها، متابعتها، مراقبتها وتثمين نتائجها بغية تجسيدها على أرض الواقع.
وكشف ضيف حصة «سجلات ومعنى»، أنّ الوكالة الفتية التي تمّ تأسيسها بقرار من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي سنة 2011 تشرف حاليا على 18 تخصص، وقد قامت مند الانطلاق في مهامها بالخوض في مئات البحوث في المجال الاجتماعي، التربوي، التاريخي، الاقتصادي واللغوي وغيرها من ما يهم المجتمع، أبحاث يقول د ـ مانع « لها قوة وصدى كبيرين وهي تقدم اقتراحات وتجليات للأوضاع من شأنها أن تساعد في تصحيحها».
كما تقوم الوكالة أضاف الدكتور مانع بتمويل فرق البحث التي ترصي عليها المناقصات التي يتم تنظيمها، وهذا بفضل حصة 20 مليار دينار التي تخصصها الحكومة الجزائرية للبحث سنويا.
وأشار مدير الوكالة في سياق آخر إلى «أنّ مراقبة هذه الأعمال البحثية ومتابعة تجسيد نتائجها على أرض الواقع من شأنه أن يساعد على تثمين نتائجها على المستوى المتوسط والبعيد، كون العلوم الاجتماعية والإنسانية لا تعطي ثمار بحوثها بالطريقة الملموسة مثل ما هو الشأن بالنسبة لأبحاث العلوم والتكنولوجية».
وللإشارة، تعكف الوكالة حاليا على تتبع 4 أبحاث هامة هي حاليا في طور الانجاز يقول مديرها، مضيفا أنّ «الأوليات الراهنة تصب حاليا في مجال التقييم بهدف إرجاع البحث العلمي في الجزائر إلى المسار الصحيح».
وكشف د - مانع في هذا السياق بالذات أن منظومة البحث في الجزائر تفتقر إلى تقاليد والمسيرين للبحوث لثقافة التقييم، ضاربا المثل ببعض الباحثين الذين يرفضون رفضا مطلقا أن تقيّم أعماله، كما أن المجتمع له نظرة خاطئة للأبحاث التي قد تخدم مصالحه
في أكثر من سياق،
وتساعد على فهم وحل العديد من المشاكل التي يعيشها.
كما أشار مدير الوكالة إلى «أنّ البحث
في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية مرّ بمراحل انتقالية كانت أولاها استلام الجامعة بعد خروج فرنسا الاستعمارية، ثم مرحلة التعريب التي وإن خدمت الهوية والسيادة إلا أنها أضرّت نوعا ما بهذا المجال، الذي يعرف حاليا مرحلة التوازن».