الدكتور السعيد قاضي يحاضر عن المواطنة

مفهوم مثبت في الدستور وقوانين البلاد

جمال أوكيلي

 

فتحت الجمعية الجزائرية للتواصل العلمي والثقافي نقاشا ثريا حول مفهوم المواطنة والأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية المترتبة عنها جراء الممارسة اليومية، إستنادا إلى ما أقرّته المواثيق والنصوص الأساسية الصادرة في هذا الشأن، الضامنة للحقوق والواجبات.
وقد سعى المحاضر السعيد قاضي من جامعة تيزي وزو الى الخوض في إبراز الإشارات الضمنية، الواردة في المنطلقات الأساسية أولا في الدستور وثانيا في القوانين الأخرى الحريصة على أن تكون المواطنة حاضرة بشكل أو بآخر، وإحاطتها بحماية لا يسمح المساس بها كونها ترجمة لمبادئ النظام السياسي الجزائري، وإلتزام تجاه التعهدات الدولية.
ولفهم أكثر هذه الإشكالية المطروحة بحّدة على أكثر من صعيد، تستضيف الجمعية الجزائرية للتواصل العلمي والثقافي، يوم ٢١ أفريل القادم، بقاعة الإجتماعات “العربي بن مهيدي” أستاذين جامعيين من باتنة لاستكمال تحليل هذا المصطلح.
وتوقف الأستاذ المحاضر السعيد قاضي عند تعريف المواطنة، معتبرا إياها عقدا معنويا.. صناعة الأفراد وطرف الدولة مرجعيته منظومة من الحقوق والواجبات، مثبتة في القوانين المسّنة من قبل السلطة التشريعية.
وهذه الضمانات القانونية تبادر بها الدولة، الساعية إلى وضع لبنات نشاط سياسي قائم على ترقية الحس المدني، والفعل الحضاري، إنطلاقا من قواعد الضبط الرافضة لأي تجاوزات أو استعمال العنف.
والمواطنة ليس مفهوما معزولا عن المجتمع بل هو الوعاء الذي تصّب فيه كل الأفكار الراغبة في الرفع من مستوى أداء الفرد وهذا يفتح له المجال واسعا لمنح القيمة المضافة للآخر وإقامة خارطة طريق لآفاقه الواعدة، ولن يكون ذلك إلا في خضم إرادة تعمل باتجاه إشراك المواطن في المبادرات المسجلة في هذا الإطار، كالمشاركة في العملية الانتخابية، تشكيل الأحزاب السياسية، تأسيس النقابات، ترقية وجود المرأة، الانخراط في الجمعيات وغيرها، كل هذه الحركية يضمنها الدستور والقوانين العضوية الواردة في مواده.
وعليه، فإن المواطنة هي قبل كل شيء ذهنية هادئة وقيم ثابتة نستمدّها من عُصارة تجاربنا، تقبل بالآخر وتحترم المؤسسات.
ومهما تكن هذه المعالم السياسية البرّاقة فإن للمواطنة حدودا تقف عندها أو تصطدم بها، ليست ممتدة في الزمان والمكان فقط وإنما أحيانا سيرها تعترضه مطبات عندما تضرب في الصميم، وقد وقفنا على ذلك خلال أحداث أوروبا الأخيرة.. حيث اعتلى القانون الجميع عندما تقرر سحب الجنسية من أناس اعتدوا على استقرار تلك البلدان.. وهناك من نُقلوا على الفور إلى أوطانهم الأصلية كرد على إخلالهم بالنظام العام وعدم احترامهم لقوانين البلد الأصلي وتجريدهم حتى من حقوق أخرى، لذلك فإن الأستاذ السعيد قاضي يرى بأن المواطنة طريق شاق ومضني.

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024