إضافة الى التواصل عبر الورق والكتابة، هناك مواقع إلكترونية كثيرة ومتنوعة، أخذت على عاتقها نقل ونشر الافكار، فمواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما موقع “الفيس بوك”، بات لها تأثير كبير على المستوى العالمي، فيما يخص تبادل الاخبار والمعلومات والآراء والثقافات بصورة فورية وعلى مدار الساعة، وقد شكّل المثقّفون والأدباء حضورا لافتا في هذا المواقع المختلفة، بالإضافة إلى إيجابياتها تعج مواقع التواصل الاجتماعي بالسلبيات، ويوما بعد يوم تتكشف أمور سلبية كثيرة عن هذه الأمور كان لنا هذه الوقفة مع الشاعر الصادق احفايضية صاحب ديوان “اسرج خيول الشرق”، الذي يرى أن “مختلف مواقع التواصل الاجتماعي عبارة عن مقاهي مكبّرة تجمع بين جميع الاطياف والأولوان والمستويات فيها الغث وفيها السمين، مؤكدا على “أنها تساهم بشكل فعّال في تسريع عملية الحضور المستمر في الزمان والمكان وتوسع من رقعة التواصل لكونها فضاء عالميا مفتوحا للجميع دون استثناء، الأمر الذي جعل المثقفين عموما يقبلون على إنشاء مدونات وصفحات فردية وجماعية تسمح لهم بعرض وتناقل منتوجاتهم الفكرية والإبداعية وتبادل وجهات النظر والآراء وعلى أوسع نطاق، والوصول إلى القارئ عبر أسرع وأسهل الطرق وأقلها تكاليف”، ويضيف الصادق: “وفي الوقت نفسه فإن هذه المواقع ساهمت بشكل كبير في نمو النزعة الارتجالية في أغلب الأحيان، وبالتالي تقليص من دائرة الاجتهاد والممارسة المتقنة، كما فتحت المجال واسعا للنقد الفوري المبني على المجاملات التي لا تستند الى أي منطق”.
ومن جهة أخرى، يوضّح الشّاعر: “وهذا لا يعني أنه بالإمكان الاستغناء عنها في وقتنا الراهن فهي ضرورة ملحة أكثر من أي شيء آخر..ولكن مع ذلك لا ينبغي أن يتحول المبدعون إلى مجرد كائنات فايبسبوكية تمارس حياتها بكل التفاصيل على الشبكة بل يجب التحفظ وأخذ الحيطة والحذر قدر الإمكان، فالإسهال الإبداعي الفيسبوكي كثيرا ما يقع في أيادي غير أمينة تجعله عرضة للسطو والاستيلاء عليه من الغير”.
