تتواصل بالمسرح الجهوي عز الدين مجوبي العروض المتنافسة على «العناب الذهبي»، في إطار مهرجان عنابة الثالث للفيلم المتوسطي، حيث تعرف مختلف دور العرض توافدا كبيرا لعشاق الفن السابع، والذين استمتعوا بمختلف العروض الجزائرية واللبنانية والفرنسية والفلسطينية..
فئات من مختلف الأعمار والأجناس يشهدها يوميا مسرح عز الدين مجوبي، حيث لا تخلو القاعة التي تحتضن العروض من المتفرجين وتمتلئ عن آخرها، وهو دليل على أن المهرجان ومنذ أيامه الأولى لقي استحسان جمهور بونة، لا سيما وأن المواضيع تنوعت في مضامينها بين التي تحاكي واقع الإنسان، والتي تتحدث عن الحروب في الدول العربية.
فمن بين الأفلام التي أثارت اهتمام سكان بونة فيلم «في انتظار السنونوات» لكريم موساوي، والذي يقدم من خلال عمله قصص متنوعة لشخصيات تعيش صراعا داخليا بينها وبين نفسها، ولم تستطع التخلص من الماضي الذي عايشته وظل يلاحقها.
حيث انطلق الفيلم بقصة رجل ثري أصبح يهرب من ماضيه، بعد أن فشل في حياته مع زوجتيه الأولى والثانية، وفشل في الاهتمام بابنه وعمله، كما تصور القصة الثانية وفي أسلوب مشوق حكاية شاب والذي يؤدي فيه الدور الفنان المتألق حسان كشاش، سنوات العشرية السوداء التي أصابت الكثيرون ممن عايشوها بأزمات نفسية، على غرار قصة الطبيب الشاب الذي تم اختطافه من أجل علاج إرهابيين، ليصادف هناك امرأة مختطفة أنجبت مولودا غير شرعي، وحين يحاول هذا الطبيب بناء نفسه من جديد من خلال الزواج، يجد نفسه أسير الماضي، وأسير المرأة المختطفة التي تحاول إجباره على تبني ابنها.
فلسطين والمغرب يجلبان الاهتمام
فيلم «هاملت في فلسطين» للمخرج الفرنسي نيكولا كلوتس وتوماس أوشترماير، كان له الصدى في مهرجان عنابة، خصوصا وأنه يتطرق لاغتيال أحد الشخصيات في فلسطين، وهو مدير مسرح جنين للاجئين الفلسطينيين عام 2011، كما جلب الفيلم المغربي «رجاء بنت الملاح» الاهتمام لدى العنصر النسوي بالدرجة الأولى، لا سيما وأنه يرصد قصة واقعية لفتاة مثابرة، تسعى لتحقيق حلمها بأن تكون نجمة سينمائية، تمثل بلدها في مختلف المحافل الدولية، إلا أن الظروف تأتي ضد حلمها المشروع، ومن حلم نجمة سينمائية تتحول إلى بائعة السجائر بالتقسيط.
الموعد كان أيضا مع فيلم «أسوار القلعة السبعة» للمخرج الجزائري أحمد راشدي والذي تم عرضه ضمن سهرة خاصة، إلى جانب فيلم «همس الماء» للمخرج التونسي الطيب الوحيشي، وفي إطار تكريم شخصيات عربية، استمتع عشاق السينما بفيلم عميد السينما التونسية رضا الباهي، من خلال عرض فيلمه «زهرة حلب» والتي تؤدي فيه دور البطولة الفنانة هند صبري، حيث يصور المخرج واقع المجتمعات العربية اليوم، وما بات يعانينه أغلب الشباب من غسيل مخ بهدف تسفيرهم إلى سوريا والانضمام إلى جبهات القتال، مجسدا في هذا الفيلم بالدرجة الأولى معاناة الأم التي تستيقظ ذات يوم على فاجعة رحيل ابنها دون أن تعرف إن كان سيعود يوما ما أو لا، وهو ما يدفع بها إلى التنكر في ثوب جهادية لاسترجاع ابنها دون أن تعي مخاطر ذلك.
سكان البلديات المجاورة يثنون على المبادرة
مهرجان عنابة عرف أيضا تقديم عروض سينمائية بالبلديات المجاورة، في إطار العروض الجوارية، حيث حطت قافلة سينمائية بكل من بلدية العلمة دار الشباب الحصحاصية، المكتبة البلدية لبلدية برحال، ودار الشباب بالحجار، حيث كان لسكان البلديات الفرصة لمعايشة هذه التظاهرة السينمائية والاستمتاع بالعروض التي يعرفها مهرجان الفيلم المتوسطي، وقد أثنى سكان البلديات على هذه المبادرة وثمنوا مجهودات القائمين عليها، على أمل مواصلة مثل هذه المبادرات حتى لا تبقى هذه المناطق معزولة عن التظاهرات التي تنظم بهذه الولاية.
30 شابا يستفيدون من دورات تكوينية
وفي إطار الورشات التكوينية، استفاد 30 شابا هاويا بدار الثقافة محمد بوضياف بعنابة، من دورة تكوينية في تقنيات السينما، والتي تشمل ثلاثة اختصاصات هي تقنيات الصوت والتصوير والتركيب السمعي البصري، حيث ستمكن هذه الدورة الشباب الهواة من تعلم التقنيات السينمائية الضرورية، والتي تمكنهم من إنتاج أفلام قصيرة وتجسيد إبداعاتهم السينمائية وترقيتها.
ويتضمن أيضا برنامج مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي في طبعته الثالثة تنظيم دورة تكوينية موجهة للمحترفين حول الفيلم الوثائقي والإخراج وإدارة التصوير، يؤطرها مخرجين وسينمائيين من بلجيكا ضيف شرف الطبعة الثالثة للمهرجان.
