يغيب عن الدورة الثالثة لمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي أسماء فنية لامعة من الوطن العربي، والتي بإمكانها صنع الحدث خلال هذه التظاهرة الثقافية والفنية الكبرى، التي تحتضنها عنابة من 21 إلى 27 مارس الجاري، تحت شعار «السلام للمتوسط»، حيث تمّ تخصيص لها 30 مليون دج.
كشف محافظ مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي السعيد ولد خليفة خلال ندوة صحفية نشطها أمس بالمكتبة الرئيسية بعنابة، عن تقليص ميزانية المهرجان بنسبة 50 في المائة، مشيرا إلى أن ذلك لم يؤثر على التظاهرة من ناحية اختيار أفلام ذات جودة وكفاءة، حيث ستكون العروض ـ كمال قال ـ أفضل من الدورتين السابقتين، إلا أن المتحدث يخف بأن تقليص الميزانية أثر فقط من ناحية استفاضة عدد معتبر من الفنانين من مختلف الدول.
وأشار ولد خليفة إلى أن بلجيكا ستكون ضيف شرف الدورة الثالثة لمهرجان عنابة، أين سيتم عرض 07 أفلام خاصة بها، قائلا بأنهم يعمدون إلى اختيار بلد من خارج البحر المتوسط، بهدف تمكين جمهور السينما من الاطلاع على أفلام دول أخرى ذات جودة ونوعية، وسيفتتح فيلم «عائلة سورية» لـ»فيليب فان ليو» الدورة الثالثة للمهرجان، حيث يرصد المخرج البلجيكي الحصار المستمر في سوريا منذ 07 أعوام.
«17 دولة في الموعد»
وتشارك في هذه التظاهرة 17 دولة على غرار تونس، المغرب، مصر، اسبانيا، لبنان، فلسطين، فرنسا، إيطاليا، البرتغال، سويسرا، الفلبين، تركيا، رومانيا، اللوكسمبورغ، قبرص، إلى جانب البلد المضيف الجزائر، حيث سيكون الجمهور العنابي على مدار أسبوع على موعد مع أحدث الأفلام السينمائية في المتوسط، على غرار «في انتظار السنونوات» من الجزائر، «الشيخ جاكسون» من مصر، «صيف 73 من اسبانيا، وتشارك فرنسا بفيلم «وطنيونا»، وفلسطين بـ»اصطياد الأشباح»، إضافة إلى إنتاج مشترك بين الجزائر والبرتغال بعنوان «زوس»، والجزائر سويسرا وفرنسا «كباش ورجال»، كما تشارك المغرب بفيلم «رجاء بنت الملاح» وغيرها من العروض.
وتتنافس على جائزة «العناب الذهبي» 11 دولة بـ20 فيلما، منها 10 أفلام روائية، و10 أفلام وثائقية أنتجوا بين 2017 و2018، وتدخل الجزائر المنافسة، بـ03 أفلام من بينها 04 أفلام سينمائية مشتركة مع سويسرا، فرنسا والبرتغال، وقد كشف السعيد ولد خليفة عن استقبال على مدار السنة أكثر من 450 فيلم، حيث تمّ اختيار الأفلام ذات النوعية، والتي تلقى إعجاب جمهور عنابة، والذي اعتبره المحافظ أحسن جمهور في الجزائر من حيث الإقبال على قاعات السينما.
السعيد ولد خليفة، قال بأن الأفلام المنتقاة، خاصة الوثائقية منها، تعرف بما يحدث في المتوسط، والظروف الحالية التي تعيشها البلدان المشاركة والأوضاع في سوريا وفلسطين، كما يتمّ عرض أيضا خارج المنافسة 14 فيلما قصيرا من الجزائر.
المهرجان يعرف أيضا تقديم حصص خاصة تشمل فيلمين الأول بعنوان «همس الماء» للمخرج التونسي الطيب الوحيشي، و»أسوار القلعة السبعة» للمخرج الجزائري أحمد راشدي.
تكريم خاص لرضا الباهي ومولود معمري
من جهة أخرى اختار القائمون على التظاهرة أن يكون عميد السينما التونسية رضا الباهي ضيف شرف الدورة الثالثة، أين يتم عرض مجموعة من أفلامه وهي: «شمس الضباع»، «السنونوات لا تموت في القدس»، «العلبة السحرية» و»زهرة حلب»، كما يتم تكريم الأديب مولود معمري بعرض فيلم «الربوة المنسية» للمخرج عبد الرحمن بوقرموح، و»فجر المعذبين» للمخرج أحمد راشدي.
ومن خلال»عين على فلسطين» يتم عرض 04 أفلام، وهي «هاملت في فلسطين» إنتاج فرنسي، «اصطياد أشباح» لفلسطين، «كتابة على الثلج» إنتاج مشترك فلسطين، تونس ومصر و»السنونوات لا تموت في القدس» إنتاج تونسي.
إلى جانب ذلك أكد مدير الثقافة لولاية عنابة إدريس بوذيبة أن القائمين على التظاهرة رافعوا لأجل كسب رهانين وهو ما تحقق، من خلال تقديم أفلام ذات قيمة جمالية وفنية، إضافة إلى التكوين الفني في المجال السينماتوغرافي، والذي تولد عنه إنجاز مجموعة من الأفلام أنتجها شباب هواة من عنابة، استفادوا من ورشات تكوينية خلال الدورة السابقة بالتعاون مع مهرجان «قليبية» التونسي لسينما الهواة، مشيرا إلى أن التجربة لم تكن سهلة، وسيتم عرض أعمالهم خلال التظاهرة، من بينها «كاراكوستا» لزكريا عليوات، «ليلة بيضاء» لبومعيزة عبد الرؤوف، قطعة من الظلام للطاهر بوكاف..
إضافة إلى العروض داخل قاعات السينما، ستكون هناك عروض جوارية عبر بلديات عنابة، وأفلام للأطفال يتم عرضها بمركز الطفولة المسعفة، ومستشفى البوني، فضلا عن تنظيم ورشات الأولى خاصة بالمحترفين وتخص ورشات تفكير حول الوثائقي وورشة ثنائية المخرج ومدير التصوير، أما الخاصة بالهواة السينمائيين فتتعلق بورشة تقنيات الصوت، التصوير والتركيب.
