افتتاح ملحقة بورقلة في انتظار مدن جنوبية أخرى
تحتضن معاهد فرنسا بالجزائر، من 17 إلى 25 مارس، برنامجا ثريا يحتفي بأسبوع اللغة الفرنسية والفرانكوفونية وتظاهرة «أذواق فرنسا». وفي هذا الصدد، نشط كل من كزافييه دريونكور سفير فرنسا بالجزائر، وغريغور ترومال المستشار الثقافي بالسفارة ومدير المعهد الفرنسي، ندوة صحفية أمس الإثنين، قدّما فيها أبرز نشاطات الأسبوع الثقافي، ولمحة عن مشاريع المعهد، على غرار افتتاح ملحقة بورقلة، في انتظار مدن جنوبية أخرى.
افتتح سفير فرنسا بالجزائر، كزافييه دريونكور، اللقاء بالإشادة بنشاطات المعهد الفرنسي، مؤكدا على أهمية ما يقوم به هذا الأخير بالنسبة للبلدين، فالجزائر «مهمة جدا بالنسبة لفرنسا»، والثقافة أيضا مهمة وموقعها متقدم في العلاقات الثنائية، مشيرا إلى أن حساسية الثقافة تكمن في كونها تمس عديد المجالات والقطاعات الأخرى.
كما أكد دريونكور على أن المعهد الفرنسي بالجزائر هو من بين أهم المعاهد الفرنسية في العالم، سواء من حيث ثراء نشاطاته أو عدد المنتسبين إليه. وتدعيما لهذه المكانة، وعدم التمركز في الشمال الجزائري فقط، كشف السفير الفرنسي عن افتتاح «فضاءات فرنسا» (وهي مراكز أو ملحقات ثقافية) في عدد من مدن الجنوب، وستكون الخطوة الأولى في ورقلة شهر سبتمبر من السنة الجارية، في انتظار مدن أخرى على غرار تمنراست، أدرار، الأغواط وبشار.من جهته، اعتبر غريغور ترومال، مدير المعهد الفرنسي بالجزائر ومستشار مصلحة التعاون والنشاط الثقافي بالسفارة الفرنسية، أن الجزائر وفرنسا يتقاسمان العديد من القيم، وهو ما تكرسه الديناميكية الكبيرة في مجالات مثل السينما والأدب. وتشهد نشاطات المعهد الفرنسي إقبالا جزائريا كبيرا حسبه، حيث يُقبل على دروس اللغة 8 آلاف طالب بالعاصمة وحدها، وقد حضر ما لا يقل عن 100 ألف شخص نشاطات المعهد التي تقدّر بـ600 تظاهرة في السنة الواحدة.
وفي حديثه عن أسبوع الفرنسية والفرانكوفونية و»أذواق فرنسا» قال ترومال إنه تمّ جمع هاتين التظاهرتين في أسبوع واحد من 17 إلى 25 مارس الجاري. وبالنسبة لعملية «أذواق فرنسا» (التي يتم تنظيمها عالميا في نفس اليوم 21 مارس)، فستشهد مشاركة طهاة محترفين فرنسيين و6 مطاعم جزائرية.
ومن أبرز نشاطات أسبوع الفرانكوفونية بمعهد العاصمة محاضرة «الكتاب الفرانكوفونيين» لجون ماري لاكلافيتين الناشر لدى «غاليمار»، وعروض سينمائية متنوعة، و»كويز» أو لعبة سؤال وجواب يقدمها الوجه التلفزيوني الشهير جوليان لوبيرس، يوم 20 مارس بقاعة الموقار، مع إمكانية الفوز بمختلف الجوائز. كما نجد أسبوع الحكاية بوهران، ورشة كتابة بتلمسان، وورشة «سْلام» بعنابة.
تساءلنا حول سبب تباين البرنامج بين المعاهد الفرنسية بالجزائر، وعن إمكانية تنقل أبرز الأسماء بين هذه المعاهد. وفي جوابه علينا، أشار السفير الفرنسي إلى الأهمية التي تلعبها الخلفية الثقافية لكلّ مدير من مديري المعاهد الفرنسية في اقتراح النشاطات المختلفة، والاتصالات المصاحبة لها.. كما أعطى مثالا بتنظيم حفل الفنان مارك لافوان مطلع الشهر، ومحاضرة الوزير الأول السابق دومينيك دوفيلبان آخر الشهر الجاري (27 مارس بالمدرسة العليا الجزائرية للأعمال) وهذان الحدثان يجسّدان التنوع الذي يسعى إليه المعهد الفرنسي في برمجة نشاطاته. من جهته، أعطى ترومال مثالا بالفنان كالي الذي زار أغلب المعاهد الفرنسية بالجزائر. وفي إجابته عن سؤال آخر لـ»الشعب»، أكد ترومال على مواصلة دعم المهرجانات والتظاهرات الثقافية التي اعتاد المعهد الفرنسي المشاركة فيها، في حدود الإمكانيات المتاحة.كما تحدث ترومال عن تخصيص جزء كبير من الموازنة للاستثمار في توسيع القاعات واقتناء الحواسيب وتحسين تفاعلية الموقع الإلكتروني، من أجل تقديم خدمة أحسن لروّاد المعهد.وفي سياق ذي صلة، أكد السفير الفرنسي على أن للجزائر حرية الاختيار في الانضمام أو عدم الانضمام إلى منظمة الفرانكوفونية، مذكّرا بالاستعمال الواسع للفرنسية في الجزائر، وهو عامل يقرّب بينها وبين فرنسا والدول الأخرى الناطقة بالفرنسية، «يمكن أن نتحدث اللغة الفرنسية دون أن نكون عضوا في المنظمة العالمية للفرانكوفونية»، يقول دريونكور.