يحياوي: برنامج فكري، مجلة وموقع موسوعي في القريب العاجل
يسعى المسرح الوطني الجزائري محيي الدين باشتارزي الى توسيع دوره من انتاج الأعمال الابداعية المسرحية وعرضها وتوزيعها، الى الإشعاع الفكري والثقافي بمختلف أشكاله.. ولتحقيق هذا المسعى سطر برنامج ثري وطموح يشمل اطلاق جائزة مصطفى كاتب الدولية، وتخصيص أيام لعبد القادر فراح ثم رويشد، وشهر أفريل لدراسة أعمال علولة، ناهيك عن الاتفاقيات مع الجامعة، وإطلاق مجلة وموقع الكتروني موسوعي، بحسب ماكشفه لنا محمد يحياوي مدير المسرح الوطني.
يلاحظ المتابعون لنشاطات المسرح الوطني الجزائري زخما كبيرا ووتيرة مرتفعة صار يشتغل بهما هذا الأخير، من خلال الجمع بين الانتاج المسرحي، وفتح أبواب الشراكة والابداع أمام التعاونيات والجمعيات، وبشكل خاص الباحثين والأكاديميين من خلال النشاطات الفكرية التي ينظمها مبنى باشتارزي.
في هذا الصدد، صرح لنا السيد محمد يحياوي، مدير المسرح الوطني الجزائري، قائلا ان « المهمة الأساسية للمسرح الوطني الجزائري هي انتاج وتوزيع الأعمال المسرحية، ولكن هذا لايمنع وجود جانب فكري، يتجلى في لقاءات وندوات فكرية ومعارض حول المسرح، وفي هذا الصدد تأتي الجائزة الدولية مصطفى كابت التي هي جائزة مفتوحة لكل النقاد وبمختلف اللغات». والهدف الرئيس من هذه الجائزة « الدراسات حول المسرح الجزائري وما أحوجنا الى هذا النوع من الدراسات حول الفن الرابع بالجزائر»، يؤكد محدثنا.
كما كشف يحياوي لـ» الشعب» عن جزء هام من برنامج المسرح الوطني، الموازي للعروض المسرحية، حيث سيخصص شهر أفريل للمسرحي الراحل عبد القادر علولة، وسيشهد تنظيم ملتقيات فكرية وعروض مسرحية ومعرض وغيرها من النشاطات، وسيحاول المسرح الوطني الغوص في أعماق أعمال عبد القادر علولة وسيستضيف لهذا الغرض باحثين من داخل الجزائر ومن خارجها، كما يحضّر المسرحي الوطني نشاطا مخصصا للفنان رويشد الصائفة المقبلة، اضافة الى مختلف النشاطات واللقاءات فضاء امحمد بن قطاف، ولم يخل هذا البرنامج من اتفاقيات مع جامعة الجزائر، وديوان الخدمات الجامعية، وعدد من المعاهد.
ستشهد الأيام المقبلة إطلاق العدد الأول من مجلة المسرح الجزائري، يؤكد يحياوي، وهناك فريق خاص يشتغل على الموقع الالكتروني المسرح الجزائري الذي سيتم اطلاقه قريبا، وهو «موقع قيم يستفيد منه كل الباحثين والمهتمين بالمسرح».
ماهي جائزة مصطفى كاتب؟
جائزة مصطفى كاتب للدراسات حول المسرح الجزائري ـ طبعة ٢٠١٨ - مسابقة مفتوحة لكل الباحثين والدارسين والمهتمين من كل الجنسيات، تقدم فيها الدراسات باللغة العربية واللغة الأمازيغية واللغات الأجنبية، على أن تتعلق بالانتاج والممارسة المسرحية في الجزائر، ابتداء من سنة ١٩٩٠ الى غاية اليوم، وقد حددت قيمة الجوائز المالية بخمسة مائة ألف دينار للجائزة الأولى، وثلاث مائة ألف دينار للثانية، ومائتي ألف دينار للثالثة.
تهدف الجائزة الى التحفيز على البحث في تحولات المسرح الجزائري، والتأصيل لهذا الأخير وابراز خصائصه الفنية والجمالية، ودوره في الثقافة العربية والانسانية، كما تهدف الى التشجيع على التوثيق والتأصيل والتنظير للمسرح الجزائري، وتفعيل إسهامه في التنمية الثقافية.
من خلال هذه الجائزة، يوجه المسرح الوطني الدعوة للمخابر والنقاد والباحثين والأكاديميين والمهتمين لمرافقة منظومة العروض المسرحية، وذلك من أجل الوقوف على محاسن هذه العروض ونقاط تفوقها، وكذا مواطن الخلل والاخفاقات التي قد تحدث في بناء العروض وميكانيزمات صناعته»، وهوّت ديباجة الجائزة بتركيز هذه البحوث والدراسات على الأبعاد التطبيقية حول المسرح الجزائري.
من ضمن شروط المشاركة عدم جواز تقدم المترشح بأكثر من دراسة واحدة، فيما يسمح لأكثر من شخص المساهمة في البحث محل التنافس. ترسل الدراسة باسم المدير العام للمسرح الوطني الجزائري في نسخة الكترونية على العنوان الالكتروني:
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
،
وترسل نسخة أخرى ورقية عن طريق البريد على العنوان:»المسرح الوطني محيي الدين بشطارزي. ١٠ شارع حاج عمار، القصبة، الجزائر، ويكتب على الظرف جائزة مصطفى كاتب للدراسات المسرحية في الجزائر، طبعة ٢٠١٨ «.
حدد آخر أجل للتقدم الى المسابقة بيوم ٣١ جويلية ٢٠١٨، ويؤخذ بعين الاعتبار ختم تاريخ الارسال وكذاتاريخ إيفاده الكترونيا، ولايقبل أي ترشح بعد هذا التاريخ وسيتم اعلان النتائج خلال فعاليات المهرجان الوطني للمسرح المحترف في طبعته ٢٠١٨، وتوزع الجائزة في المناسبة نفسها.
يترأس محمد يحياوي لجنة الجائزة، التي نجد في عضويتها كلا من الأكاديميين حميد علاوي، عبد الكريم غريبي، وسعيد بن زرقة في اللجنة العلمية، فيما نجد جمال قرمي منسقا للتنظيم، وبوبكر سكيني في العلاقات الخارجية، والزميل محمد شماني في الاتصال والاعلام.
يأتي اقتراح الجائزة باسم أحد أقطاب المسرح الجزائري، مصطفى كاتب «( ١٩٢٠ - ١٩٨٩ ) اعترافا لما قدمه عبر مسيرته الفنية الغنية، التي « لايمكن اختزالها في رحلة بدأت بتمثيله في فرقة، محيي الدين باشتارزي» سنة ١٩٣٩ الى غاية توليه المسرح الوطني لسنتي ١٩٨٨ - ١٩٨٩، فهو أكبر من ذلك كله، لأن ابداعه تخطى الزمنية وروحه تجاوزت تلك المسافة المغلقة». وفي تسمية الجائزة هذه وفاء لمصطفى كاتب ولكل الرموز الوطنية والفنية والمسرحية على الخصوص.