انطلق أمس في كلية الآداب واللغات بجامعة قاصدي مرباح في ورقلة في طبعته الثامنة من فكرة خطاب الثقافات المتوجه من تأكيد الذات إلى معرفة الآخر وذلك من إشكالية اعتبار العالم الآن يشهد صراعات حادة يعاد فيها رسم خريطته العامة في ظل ذوبان الحدود الجغرافية بفعل وسائل الاتصال الرقمية الجديدة وقنواته المستحدثة ويستدعي فهمه وتفكيك عناصره ومواجهة آثاره.
الملتقى الدولي تمحور حول عدة نقاط منها، الأدب وأزمات البحث عن الذات، النقد العابر للثقافات، الهيمنة اللغوية، الكتاب المدرسي ومشكلة الهوية، الخطاب التفاعلي وأزمة المتلقي ويهدف هذا اللقاء من خلال طرح هذا الموضوع الكشف عن الأسس المعرفية التي ترتكز عليها خطابات الثقافات في إنتاج معرفة بالذات ومعرفة بالآخر ثم تسويق الصورتين وفرضهما على الساحة العالمية وكذا ضبط الأدوات المنهجية التي تمكن من تحليل هذه الخطابات وتفسير بنائها واستراتيجياتها في العمل والتأثير وأيضا توضيح الفرق بين أبعادها المختلفة التي تحركها وتدفع بها إلى الهيمنة وإلغاء الآخر وما تعتمده من أساليب ظاهرة وخفية لتحقيق ذلك كله، بالإضافة إلى تحليل نماذج بعينها من الخطابات للكشف عن مدى نجاعة الأدوات المستعملة في ذلك التحليل وللكشف كذلك عن تجليات الصراع على مستوى اللغة والأدب والنقد من جهة وعلى مستوى المؤسسات وبخاصة المدرسة ووسائل الاتصال الرقمية من جهة أخرى، فضلا عن الكشف عن واقع تأثير الخطاب المعتمد على التكنولوجيا الحديثة على الثقافة العربية الإسلامية.
يذكر أن ملتقى خطاب الثقافات عرف تلقي أكثر من 370 طلب تمت الموافقة على مشاركة 90 مداخلة منها داخل وأخرى خارج الوطن، على غرار مداخلة للأستاذ الدكتور عمر عتيق من فلسطين، بالإضافة إلى الأستاذة الدكتورة نجاة ذويب من تونس ومندوبة شبكة ضياء للمؤتمرات، وقد تم اعتماد نظام الورشات، تتوزع على 3 ورشات علمية متخصصة وذلك على مدار يومين لاختتام فعالياته غدا الخميس.