لم يجد الجمهور المتعطش للتنوع الثقافي على مستوى ولاية الشلف تفسيرا لملامح غياب النشاط الثقافي بالرغم من وجود الفضاءات المتعددة على إقليم الولاية.وهو ما يثير إستياء بعض المحبين والمختصين في العمل المسرحي.
وقد تناقلت هذه الصورة القاتمة لواقع النشاط الثقافي بالولاية عدة وجوه مختصة في الميدان الذي صارت يواجه الركود والغياب حسب صراخ الإستغاثة الذي سجلناه من أفواه هؤلاء رغم الهياكل المتوفرة بإقليم الولاية كدار الثقافة والمسارح والمتحف الجهوي والمكتبات البلدية والولائية.هذا الكم الهائل من الفضاءات لم يحرك هؤلاء لتدارك الوضع المتردي يقول الأستاذ المختص في المسرح بالمدرسة الوطنية للفنون الدرامية بالجزائر العاصمة ورئيس تعاونية مسرح الشلف ميسوم الذي أرجع الظاهرة التي لم تعد تشرف أبناء المنطقة إلى غياب برنامج وسياسة ثقافية للجمعيات والفرق الفنية والمسرحية التي لم تعد تتحرك إلا في مجال أنشطة المناسبات وسلوك يتجاهل كليا الرسالة الثقافية التي لا تختلف عن البرامج القطاعية للتنمية في البلديات.وهو وضع لم نعد نحمله يقول ذات الأستاذ ميسوم الذي أكد أن المشروع الثقافي بحاجة إلى من يضعك على السكة من خلال تجميع كل الفعاليات الثقافية وفتح نقاش يخص القطاع الذي مازال مريضا بالنظر لما هو واقع بولايتنا يقول محدثنا.ونفس الطرح أثاره الإطار المختص في السينما أوعمر معمر الذي استغرب غياب الأنشطة والتدعيم بالرغم من وجود نماذج قادرة أن تمنح الجرعة المنشطة للفعل السينمائي الذي كان من تقاليد المنطقة بداية الثمانينات يشير محدثنا بكل أسف شديد على الواقع الحالي.
ومن زاوية أخر فإن بقاء الجمعيات غير الفاعلة في حضرة النسيان عدم المبالاة جريمة في حق النشاط الثقافي الذي يطمح إليه السكان والشباب على وجه الخصوص. يحدث هذا في وجود هياكل من شأنها استقطاب هذه الأنشطة وتغيير الوقع المريض الذي لا ينبغي السكوت عليه في ظل تفشى سياسة النعامة بإتجاه النشاط الثقافي الذي تظهر بعض معالمه ضمن رحلة الشتاء والصيف التي صارت غير مجدية لرسم خريطة ثقافية في يوميات المواطن الشلف يقول محدثونا من الجمهور الغاضب على الواقع الراكد في انتظار صحوة ثقافية جادة.