يعتبر الفنان مصطفى بلكحل من بين خريجي مدرسة الشعبي بولاية المدية، بعد أن انطلقت مسيرته الفنية عام 1984 من عمق مدرسة الموسيقى بدار الأمير عبدالقادر. تتلمذ الفنان الشعبي مصطفى بلكحل على يدّ أستاذه أحمد فراح رحمه الله لمدة عامين، ليلتحق بعدها بصفوف الخدمة الوطنية وعند اتمام واجبه الوطني انتقل إلى مدرسة موسيقية بالعاصمة، إذ احتك بالشيخ بوعلام رحمة أطال الله في عمره، حيث وبعد تحكمه في أبجديات الموسيقى، شرع في إقامه الحفلات الوطنية والأعراس، كما أنه برزا مع بداية التسعينيات وتحديدا سنة 1994 في برامج الإذاعات الوطنية بالقناة الأولى والثانية، إلى جانب راديو البهجة والتلفزيون الجزائري عبر حصة صباحيات.
صرّح الفنان بن لكحل في هذا الصدد أنه بعد حبّه وتعلقه الكبير بالفن والموسيقى أجبر على المشاركة في المسابقات الوطنية في مختلف المناطق بكل من الشراقه، حسين داي، باب الوادي وتحصل بذلك على مراتب متميزة في كل منها. وقد تطورت موهبته مقررا بعد ذلك إقامة مشروع فني مع صديقه الفنان عبدالرزاق بنيني بعاصمة التيطري لتعليم الأطفال أبجديات الموسيقى بدار الشباب عبدي عصمان ودار الثقافة حسن الحسني.
كشف الفنان بلكحل أنه وبعد ايقانه بأن والي الولاية محمد بوشمه له أذن موسيقية ويحب الفن الراقي والخط العربي لم يتأخر محدثنا في مناشدته بهذه المناسبة لإقامة مدرسة لتعليم هذا الفن الأصيل ونشره في أوساط الشباب لتهذيب سلوكياتهم، بعدما صار الفن الشعبي الأصيل في انقراض مستمر وضياع، كما أكد في هذا المقام
«إننا نعبر له عن حسن نيتنا وخبرتنا في ترقية هذا الفن التراثي الأصيل لتوريث ما تعلمناه من شيوخ الكلمة الصادقة إلى هذا الجيل الذواق” مختتما هذه السانحة بالقول أيضا “نرجو من السيد الوالي أخذ هذه الصرخة بعين الاعتبار من خلال سعيه لإشراك فئة الفنانين في ميدان الشعبي والحوزي، أمثال عبدالرزاق بنيني، احمد العشاب، مصطفى فراح، وعبداللطيف بن دمارجي ومصطفى بن لكحل في جلسات اللإستماع التشاركية التي بادر بها منذ تنصيبه وإعطاء اللمسة الجمالية لعاصمة الولاية وإنشاء معهد للموسيقى يشرف هؤلاء على تسييره ودعمه من منطلق أن التجاوب لهذه الصرخة هو إحياء للفن الشعبي، باعتباره من أعرق الفنون الجزائرية لما يسمح لهذه الولاية من استرجاع مكانتها من بين الولايات والدفع بمثل هذا الفن الأصيل نحو برّ الأمان.