كان الغائب الحاضر في اللقاء الادبي الذي احتضنته، أول أمس، مكتبة شايب دزاير التابعة للمؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والاشهار، حاضر بروايته الاخيرة الحائزة على «جائزة آسيا جبار» في طبعتها الثانية، شهر ديسمبر الماضي، وهو الفوز الذي لم يتسن له الاستمتاع به، حيث وافته المنية، انه المدافع عن حقوق الطلبة والانسان، رجل القانون والكاتب والروائي، نور الدين سعدي.
دار نقاش شيق حول مسيرة الرجل كحقوقي و نقابي و مدافع شرس على حقوق المرأة و الطلبة و الطبقة الشغيلة، يساري التوّجه، مطالب دائما بالديموقراطية وبالعدل و بالتقسيم العادل للفرص بين أبناء الشعب الجزائري.
اتفق الجميع ممن عرفه أو ربطته به علاقة زمالة أو صداقة أو قرابة أو عمل، أن الراحل نورالدين سعدي واسمه الحقيقي رابح سعدي و المعروف بين احبائه بنونو، اتسم منذ صغره بحبه للثقافة وبسماحة خلقه و طيبة قلبه و تسامحه الكبير مع الجميع.
لكن أخد النقاش منحى آخر، حين تطرق منشط و مؤطر ندوات النقاش بمكتبة «شايب دزائر»، سيد علي صخري الى الروائي و الكاتب في شخص الراحل نور الدين سعدي والذي و بالرغم من اسلوبه الرائع و بالرغم من رواياته الاربع التي كان آخرها «شارع الهاوية « لم يكن للأسف معروفا في الوسط الثقافي ولم يوف أسلوبه الرائع حقه، بحسب تصريحات صخري.
أوضح هذا الاخير، ان ما يميّز أسلوب الكاتب الذي غاص وموهبته الفذة في عالم الثقافة والادب منذ سنة 1994، بعد مغادرته البلاد، جراء العشرية السوداء، هو وجود كثير من سيرته الذاتية والاماكن التي عاش فيها خاصة مسقط رأسه قسنطينة والجزائر العاصمة التي عشقها وباريس الفرنسية التي لجأ إليها، وهو كما اضاف الكثير ممن عرفوه كان رجلا يتسم بثقافة واسعة ويميل الى علم النفس والصوفية.