العـوالدكتور محمودي:لمــة الإقتصــاديــة أدت إلى الاغــتراب الثقافي

حكيم بوغرارة

أكد الأستاذ محمودي عبد القادر أستاذ بكلية العلوم السياسية بالجزائر أن التحولات الدولية الراهنة قد أفرزت ظاهرة العولمة في أبعادها السياسية والاقتصادية والثقافية، وقال بأن بعض المفكرين على غرار علي الدين هلال وجلال، يرون في التطور التكنولوجي والمعرفي من جهة وفي تعميم النهج الليبرالي الاقتصادي المحرك الرئيسي للعولمة.

وأشار محمودي في مقال نشره بالمجلة الجزائرية للاتصال الى تضارب الآراء والتعاريف حول البعد الثقافي للعولمة، وهي خلافات ترتبط بظواهر عدة لعل أهمها البيئة السياسية وخبرة التاريخ وطبيعة العلاقات الدولية.
وقال ذات الدكتور أن العديد من الملاحظين يتفقون على أن العولمة الثقافية قد رافقت سيرورة العولمة الاقتصادية في ظل تطور الصادرات وبروز دور الشركات المتعددة الجنسيات التي أدت الى تجانس في الحاجيات وبالتالي في العرض والطلب أي في أنماط الحياة.
وأضاف أن القيم تختلف كونها ترتبط ليس فقط بالتطور التكنولوجي والمعلوماتي ولكنها تمس بجوهر الذات، فبالرغم من تداعيات العالم الغربي بنزعة حول مركزه وهو اتجاه سائد في أمريكا على وجه الخصوص إلا أن تطور الأحداث بعد الحرب الباردة أفرز عامل الثقافات بقوة وليس عالم الثقافة.
واعتبر الظواهر السياسية كحقائق واقعية يتم إدراكها من خلال نظام ثقافي سياسي معين أي « نسق القيم والاتجاهات والمعتقدات السياسية، وإذا اعتبرنا الثقافة بمفهومها الواسع تضم الموروث والمكتسب من خلال تكوين المرء لرأي من خلال العلم والخبرة دون أن يكون هذان المكونان بالضرورة منفصلان عن بعضهما البعض انفصالا كاملا، فإن الثقافة السياسية تعتبر مكتسبة وبالتالي فإنها مرتبطة بسياقها التاريخي أي بالظروف التاريخية والاقتصادية التي يمر بها المجتمع ».
وعلى مستوى الدول فإن الثقافة السياسية تلعب نفس الدور في تحديد إدراك الدول للظواهر السياسية الدولية فإنها تساعد على الإدراك من جهة وعلى كيفية الإدراك من جهة أخرى .
ونبه إلى أن العولمة الثقافية قد رافقت سيرورة العولمة الاقتصادية، حيث أن تطور الصادرات ودور الشركات المتعددة الجنسيات قد أدى إلى تحاشي الحاجيات وبالتالي في الطلب والعرض أي في أنماط الحياة.
وتحدث عن إفراز العولمة الثقافية لنزعة غربية مبينة على الاعتقاد أن لا سبيل للعالم الثالث إلا الإمتثال بمنهجهم كما تدخل الأدبيات التي أثارت جدلا كبيرا في المجال الثقافي في إطار هذه النزعة».وتطرق المقال الى التبعية ووهم التجانس الثقافي وسماها صاحب المقال الخضوع الثقافيّ، وعليه فالعولمة التي تحاول فرض النظام الرأسمالي بشتى الأساليب وفي شتى المجالات قد تكون وراء حالات الاغتراب الثقافي والاجتماعي وانتشار العنف وثقافة الحقد والكراهية بين مختلف الشعوب، ولا مناص من احترام كل طرف لثقافة الآخر .

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024