تطرقت الأستاذة راضية حميدة من جامعة الجزائر ٣ إلى إشكالية وسائل وأشكال السيطرة الإعلامية الثقافية من خلال مقال علمي نشرته في المجلة الجزائرية للاتصال.
وحذرت الأستاذة من تنامي الدور السلبي لوسائل الإعلام في تجاهل الثقافة، حيث قالت «إن وسائل الإعلام بقدر ما تثبت القيم، يمكن أن تعمل على هدمها أو خلق قيم بديلة وهذا وفقا للأهداف التي تضعها الجهات المسيرة للعناوين التي باتت مؤسسات ضخمة هدفها استقطاب أكبر قدر ممكن من الجمهور.
وعادت الباحثة في مقالها إلى حاجة الجمهور لوسائل الإعلام وخاصة التلفزيون الذي يعرف انتشارا واسعا وإقبالا منقطع النظير، وهو ما دفع العديد من الجهات لوضع سيطرتها عليه موضحة «التلفزيون هو الوسيلة الملائمة لبث مضامين متنوعة تهدف إلى الإعلام، التوعية والترفيه وخاصة تدعيم القيم والتعبير عن أنماط ثقافية مختلفة لذا نجد أصحاب المال والنفوذ يسيطرون على هذه الوسيلة الثقيلة لتمرير رسائلهم الإعلامية والإعلانية سواء ثقافية أو سياسية أو اقتصادية، والأهداف الثقافية هي مربط الفرس»
وحذرت الجامعية بالمقابل من الوضع الإعلامي والثقافي الراهن من خلال كثرة المواد والمضامين الإعلامية غير المرشدة في الفضائيات حيث تدفع الفرد إلى التعامل مع ثقافات غير متجانسة مع الثقافة الأصلية، وأضافت « غالبا ما يكون هذا الاحتكاك لصالح الثقافة الدخيلة، مما يؤدي إلى انسلاخ ثقافي يتجلى في الخلط الذي تعرفه أنماط السلوك الاجتماعي،لأن أغلبية هذه المضامين تمرر رسائل ذات تأثيرات وجدانية عاطفية تؤثر لا شعوريا على نفسية المشاهد، وكنتيجة لذلك تظهر اتجاهات وردود أفعال غير متوافقة مع النظام الاجتماعي السائد»
وأرجعت الأستاذة الوضعية إلى ضعف الإعلام ومحتوى رسائله في الدول العربية إلى استيراد مواد إعلامية أجنبية من دول رأسمالية وفي مقدمتها البرامج الترفيهية من مسلسلات وأفلام ناطقة بلغات تفهمها هذه الشعوب بغية إحداث تأثير سياسي ودعائي على أفرادها.