ظروف وأزمات حالت دون نشر رواياتي
فوزي سعيداني، فنان شاب، يعشق المسرح منذ صغره، يكتب روايات ويخط أشعارا، بالرغم من العوائق التي تواجهه، إلا أنه يتحداها ليحقق طموحه، في حوار له مع “الشعب” أكد أن له أعمالا فنية تنتظر التجسيد على خشبة المسرح، ويطمح لأن تحقق أعماله رواجا كبيرا، وتحظى بدراسات تحليلية ونقدية أكاديمية، وأشار إلى أنه سيمضي في المسرح بقوة، والمشاركة في مهرجانات خارج الوطن بهدف رفع شعار المسرح الأمازيغي في المحافل الدولية.
- الشعب: الفنان المسرحي فوزي سعيداني.. دخلت عالم المسرح وعمرك لا يتجاوز العشرين سنة، كيف كانت بداياتك.. وما الذي قدمته خلال مشوارك الفني لأب الفنون؟
فوزي سعيداني: أولا مساء الخير ومرحبا بك سيدتي، بداياتي على خشبة المسرح كانت بمسرحيات مدرسية في متوسطة “شريحة” بولاية سطيف، من خلال مسرحية للكاتب التونسي أيمن صواف بعنوان “طالب العلم”، حيث أديت دور الطالب النجيب، ثم شاركت في مسرحية “الهزيمة” في ثانوية “بوقاعة”، وبعدها انتقلت إلى ولاية بجاية لأنضم لورشات الاستاذ عزيز حماشي بدار الثقافة “طاوس عمروس”، أين ساهم في تكويني في الموندرام والمونولوغ، ثم حضرنا مسرحيات بعنوان “الأيتام” و«السي خيضر” و«الساقية” و«البنت الجميلة”.
لأشارك بعدها في مسرحية “الديناصور” للمخرج الفرنكوجزائري بشير لعلالي، والتي فازت بالجائزة الأولى خلال المهرجان الدولي للمسرح ببجاية سنة 2014، ثم بعد تخرجي من ورشات الاخراج في نفس المهرجان على يد الاستاذ العراقي ابو عبد الله عباس والمصري سلامة إمام، قمت بإخراج أول عمل مسرحي للأطفال بعنوان “عودة الطفل” أداء “شلغوم أحمد”.
- إذن “عودة الطفل” هي بداية مشوارك في عالم الإخراج المسرحي، هل يمكن القول إنها كانت الانطلاقة الفعلية بالنسبة لك، وهل وجدت الدعم لعرضها على خشبة المسرح؟
وجدت صعوبة على خشبة التحضيرات بسبب بيروقراطية بعض المرافق الثقافية في بجاية، لكنني بالمقابل وجدت كل الدعم من جامعة بجاية بدعم من السيد المدير، حيث وفروا لي مختلف الإمكانيات حتى المادية منها، و بعدها وجدت نفس المشكل في عرضها على المسرح، إلى أن رأت النور خلال عطل الاطفال وفي الابتدائيات.
- وبالرغم من العوائق البيروقراطية واجهت التحديات وواصلت عملك الفني، واليوم هل هي نفس العوائق التي واجهتك في بداية مشوارك؟
لم يتغير شيء نفس البيروقراطية، فالمخرج ينتظر فترة لكي يتم برمجة عمله ويستغل الخشبة، ثم يجد مضايقات في إخراج المسرحية والتزامات كثيرة، عوائق في منح الأجهزة، هذا إذا منحوا لك القاعة للتحضير، ثم يجد المخرج نفسه يقوم بجمع الممثلين في برنامج يساعدهم، أو يلتزم ببرنامج ديكتاتوري من المؤسسات الثقافية، وعقبات أخرى تافهة، تعود بالضرر على معنويات المخرج وتقهره.
- وهل لديك أعمال مسرحية أخرى تريد عرضها على خشبة المسرح، لكنك تجد دائما ما يعيق طموحات وإبداعات فنان شاب؟
عندي مسرحية “الجالسون عند عتبة الصمت” نص مسرحي للفنان عبد الرحيم حمانة، عبارة عن مونودرام قمت بتحويله إلى مسرحية، ونطمح أن نشارك بها في مختلف المهرجانات، مع العلم قد نقوم بعرضها بالمسرح الجهوي العلمة، فقط تنقصها بعض اللمسات فنحن مازلنا في المشهد الرابع، إضافة إلى مسرحية “البارح أفضل” وهو عمل فني أمازيغي نعمل عليه في أوقات تسمح لنا بالعمل، كما نقوم ببعض التحضيرات في منازلنا.
- لديك العديد من الروايات، والتي قلت بشأنها أنك تعتزم عرضها على فنانين جزائريين لاحتضانها وتحويلها إلى أعمال سينمائية، فهل كان لك ذلك؟
نشرت رواية “ضاوية” بدار نشر أمازيغية ثم جمدت الطبع والنشر والتسويق بعد صدور مائة نسخة، بسبب أخطاء تقنية ولغوية وفي الخلفية أيضا بسبب إهمال من دار النشر واسترجعنا النسخ، إضافة إلى روايات أخرى بعنوان “قبلة الجبين” “رحيل أمنة”، “فاطمة”، “بنات القرية”، “حزن” ثم “رحيل”، كنت سأطبعها بدار نشر مع العلمة، لكن ظروف وأزمات حالت دون نشرها، مما يجعلني أصبر وسأسعى لنشرها خارج الجزائر وقوفا عند نصيحة كتاب محترفين.
- وسط العوائق التي تواجهك في مجال إبداعك كمخرج مسرحي، كاتب روايات وشاعر إلى ماذا تطمح مستقبلا؟
أطمح مستقبلا لنيل شهادة الدكتورة في الدراسات اللسانية، وبعث أعمالي الروائية بنجاح، فبالرغم من مستواي المتواضع في الكتابة، إلا أنني أطمح أن تحقق أعمالي رواجا كبيرا، وتساهم في بعث القيم الأخلاقية والتأثير بإيجابية، وأن تحظى أعمالي بدراسات تحليلية ونقدية أكاديمية، وتبني بعض نصوصي في الأعمال الأكاديمية، كما أطمح أن أمضي في المسرح بقوة والمشاركة دوليا ورفع شعار المسرح الأمازيغي دوليا، لأننا نشأنا من رحم المعاناة، ولذلك يجب أن نحقق غايتنا.