رسالة مُـهَـرَّبـَةٌ

نورالدين لعراجي

مدخـل ١ /
رسالة إليك. و عذرا إن اطلع الآخرون عليها.'' !!

 ما أحمله لك في قلبي هذا المساء، أكثر مما تحمله الأنثى في ضرعها من حليب خالص لرضيعها. كنت أنتظر آلاف المساءات وأعدّ بأصابعي، كما تحسب جدتي ''ام السعد'' قطعان الماشية وأظل على عهدي كذلك علك تجيئين محمّلة بالشوق، وعلى وجهك ملامح الوجد والطمأنينة، لتجديني منتظرا مترقبا ملهوفا بكل ما في الولع والشوق من الجوع و العطش. لأن الشوق إذا سبقه الحزن تطهرت القصيدة بالنور، و''اغتسلنا نحن بالدموع.'' فهل المحطات التي عانقها ضياء احتراقنا، ما زالت حافظة للعهد؟ أم أن، وشمي هذا قد عانقه الحنين وانتشر، كما تطايرت قطرات دمي حينما جاءت الطعنة قاتلة نحو القلب! لقد حاولت في أكثر من مرة، وفي قرارة نفسي أن أنام هذا المساء، كما ينام ما في السماوات والأرض علني أجد ضالتي، وكم تقلبت في مضجعي ذات اليمين وذات الشمال، فلا قدرة لي في التعاطي ولا حتى سنةً من النوم.
لقد فضلتُ هذا المساء أن أكتب لك بلون دمي، لونك المعتاد و الذي تفضلين، ولكن رسالتي هذه ليست خطابا كما جرت العادة و الأعراف بيننا، هذا ناهيك عن تعاسة هذا المشوار الذي امتد منذ نشأة هذا الذي ينمو خلف ذواتنا، و الذي سقيناه بآهاتنا المتعبة دوما في بحرالعشق، أدركتني الحيرة وخانني السؤال، ثم تلاشت الكلمات التي لا تجتمع إلا في قواميس تشبهنا، حدّ الذهول، سقط اليراع من يدي، تعثرت خطواتي ، وها أنا أكتب إليك رغم هذه الحراسة المشددة و الأقفال الحديدية المختلف أشكالها وألوانها، لأهرب منكِ إليكِ حتى لا يراني أحد من حراس  لهذا المنفى، الذي يسمى قصرا!!

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024