ألـو : صباح الخير
ألو : صباحٌ أسعد
عـفوا.
صباحُكِ أسعد ومباركٌ
قالت : يبدو أنك متعب
ألو : من معي؟
قالت : لا تتعجل كثيرا الصدفة قادتني إليك..
ألو ... ألو!
كان صوتها و هي تُحدثك، كقطرات ندى سقطت على ثيابك واخترقتها حتى اصطدمت على جليد جسدك، تاركة حركة استنفار قصوى على سفوح ذاكرتك، حين قلت في نفسك من بإمكانه أن يُغيّر شكل هذا الجليد ليجعله ماء سلسبيلا.
لمن تكون هذه المكالمة ؟
- من صاحبة المكالمة ؟ انقطعت..
- لا. لا لم أقطع الخط
قالت : إنني أسمعك جيدا
كل شيء كان هادئا هذا الصباح، كهدوء هذا الدم الذي ينام داخل عروقي، إلا أنّ امتداد التيارات إلى الذاكرة، عجّل بمرور الأرشيف اللحظة، وهاهي الآلام تختزلها اللعنات، وها هي الصباحات المفاجئة تحاول اختزال الأيام دون سابق وعد .
قال : ألو . لم أعرفك
قالت : أما زال قلبك ينبض لامرأة ؟!
قال: لم يعد في القلب نبض بالمرة .
قالت : أما زلت في إضرابك المفتوح عن اعتزال العشق، و تطليق الحب!؟
قال: إن قلت نعم ما زال الحال على حاله. ماذا ينفع قلبا دخل متاحف الوطن عن طواعية. وإن قلت لا. فمن بإمكانه أن يمنحني فؤادا طيلة ما تبقى من تعاستي !
قال : عفوا. لقد أفضيت إليك كثيرا دون أن أعلم من تكونين ثم أردف قائلا :
- سوف أقطع الخط إن لم أكتشف من هي صاحبة الفضول.
- قالت: وماذا يهمك لو عرفت من أكون؟
- قال: إذا لم أعرف من تكونين سأقطع المكالمة للتو.
- قالت: أنا ورقة سقطت سهوا ذات خريف من مواسم أقدارك سقطت، ولكنها لم تغادر أرضك البور، فأينعت مرة أخرى ولم تمت.
قال و بتعجب وحيرة داهمتاه، نهض من مكانه، كمن تخطّفه الطير: أنت مرزاقة .
- مرزاقة .. أليس كذلك .
قال وبتعجب اختزل فيه مرور اثنا عشر سنة:
- متى عدت من غربتكِ؟
- بـلا عُنــْوَان -
نورالدين لعراجي
شوهد:658 مرة