هي تجربة أولى لمصطفى عبد الكريم تومي، مبدع جعل من الكتابة مرحلة انتقالية للابداع الفني وموهبة المعمار والبناء التي يمتلكها، والتي جعلت منه مهنيا واختصاصيا مرموقا في مجاله، حاز على العديد من الجوائز الوطنية والدولية، وحين قرّر الكتابة بعد خروجه لعالم التقاعد، لم يكتب عن اختصاصه ولا على تقنيات التعمير و فنياتها، بل اختار الغوص في بحر الرواية من خلال إصدار أول كتاب له عنونه بـ «الانفصال» (rupture)، والصادر سنة 2017 عن دار النشر الفيروز.
مصطفى عبد الكريم تومي، من مواليد سنة 1955 بسي علي موسى بولاية تيزي وزو، تحصل في سنة 1970 على منحة لمزاولة دراسته في صوفيا ببلغاريا، في مجال الهندسة المعمارية والأشغال العمومية، وهي التجربة التي خلّفت في ذلك الشاب ابن 19 ربيعا العديد من الذكريات نجد البعض منها في روايته الأولى «الانفصال»، التي كتبها بعد أن تقاعد من حياته المهنية كمعماري.
وأوضح تومي في تصريح لـ «الشعب» أنه وبعد مسار مهني في مجال المعمار، دام لأكثر من30 سنة، خضت تجربة الكتابة والإصدار، فكانت رواية «الانفصال» التي تحكي «قصة حب بين شاب جزائري وفتاة بلغارية، تتصارع فيها الثقافات والانتماءات الاجتماعية، ليجد الشاب نفسه يسافر بعيدا حتى لحدود ذاته من أجل الدفاع عن حبه»، مشيرا إلى أن تجربة الكتابة ما هي إلا استمرارية لموهبة الإبداع التي يتمتع بها كمعماري».
هي القصة، يضيف قائلا: «التي تدور أحداثها في صوفيا بين شاب جزائري قادر وحبيبته البلغارية ناد، والمواجهة بينه وبين ثقافته ووالدة وخالة حبيبته»، التي وضعها تومي بتفاصيل جميلة في 178 صفحة، والتي يقول عنها بالمناسبة: «كنت في 19 من عمري، حين قررت ككل الجزائريين أن أجرب حظي في السفر واكتشاف آفاق جديدة غير التي يقدمها وطني، فقرّرت زيارة بلدان أوروبا الشرقية، التي لم تكن لدي أية معلومات عن مجتمعاتها وعن الحياة بها، فكل ما كان لدينا كشباب في تلك المرحلة أي فترة السبعينات من القرن الماضي، هي صورة عن فرنسا بحكم الماضي الاستعماري والهجرة و عامل اللغة، وصورة أخرى عن البلدان العربية وخاصة مصر من خلال الأفلام والمسلسلات التي كانت تعرض على شاشة التلفزيون، لكن اكتشفت حين وطأت قدماي هذه الدول ثقافات ومجتمعات مختلفة عن ثقافتنا ومجتمعنا في الجزائر، بالرغم من وجود نفس النظام السياسي الذي يعتمد على المساواة والاشتراكية».
وفي سياق آخر، أفصح مصطفى تومي، الذي يميل أيضا إلى كتابة الشعر باللغة الفرنسية والذي حاز على عدة جوائز أدبية، عن مشروع رواية جديدة تحت عنوان «مسجون روحا وجسدا»، وهي قصّة تحكي عن «الانسياب، الحب والكراهية والتي سيتم إصدارها في المستقبل القريب»، يضيف محدّثنا.