الأستاذ الجامعي مصطفـى حــداب:

أعمال بورديو أحدثت ثورة في مجال التربية وعلم الاجتماع

حبيبة غريب

شكلت أعمال وكتابات المفكر والباحث الفرنسي بيار بورديو، أمسية الثلاثاء، موضوع ندوة النقاش، تحت عنوان: «بيار بورديو أعماله وارثه: قوانين تسيير مجتمع»، التي احتضنتها مكتبة شايب دزاير التابعة للوكالة الوطنية للنشر والإشهار والتي نشطها الأستاذ الجامعي المختص في علم الاجتماع مصطفى حداب.
أشار الأستاذ الجامعي المتخصص في علم الاجتماع مصطفى حداب، أن المفكر والباحث بورديو، معروف جدا من خلال البحوث المتعددة الاختصاصات وأعماله في علم النفس والاجتماع التي انطلقت من الجزائر في سنة 1958 والتي تطرIق فيها إلى حالة العمال الجزائريين من مختلف الشرائح والذين وضعهم الاستعمار الفرنسي في مراكز الحشد.
وقد تطرّق بورديو من خلال أبحاثه إلى التغيرات الجذرية والاضطرابات النفسية والاجتماعية التي تعرض لها الشعب الجزائري، خاصة المجتمعات التي هجرت من الريف إلى مراكز الحشود وإخراجهم من بيئتهم الطبيعية إلى أماكن مختلفة من كل الجوانب، الأمر الذي كانت له انعكاسات وردود فعل نفسية واجتماعية وثقافية سلبية.
وتعتبر يقول مصطفى حداب الأعمال الأخرى لبورديو في غاية الأهمية من الناحية الانتروبولوجية والعرقية، حيت قام أيضا بدراسة التقاليد والأعراف السائدة في المجتمع القبائلي الجزائري، من خلال زيارة القرى وتركيز اهتمامه على الظواهر الاجتماعية المتعلقة بالزيجات والمعاير والميكانيزمات الخاصة بها المعتمدة من قبل مختلف فئات المجتمع العائلات والعروش.
 وكانت البحوث حول المجتمع الجزائري غزيرة بين 1958 و1960 خلال الفترة التي أقام بها بورديو بالجزائر التي جاء إليها كجندي يؤدي واجب الخدمة العسكرية، وكانت له احتكاكا بالمثقفين الجزائريين والفرنسيين في تلك الحقبة، أمثال مولود معمري وغيرهم، لينتقل بعد رجوعه إلى فرنسا إلى البحث في المجال التربوي والفكري والثقافي، حيت اعتبرت أعماله في علم الاجتماع والتربية ثورة حقيقية في المجال ووضعت أسس جديدة وقيمة مازالت قائمة لحدّ الساعة.
 واعتبر المحاضر أن أعماله الأولى جاءت والجزائر تعيش مرحلة صعبة وتغيرات ولدها قمع الاستعمار الفرنسي للشعب الجزائري وتفننه في تغيير التوازنات الفكرية والاجتماعية والثقافية له.
للإشارة: الباحث والكاتب وعالم الاجتماع الفرنسي بيار بورديو من مواليد 1 أوت 1930، يعتبر «أحد الفاعلين الأساسيين بالحياة الثقافية والفكرية بفرنسا، وأحد أبرز المراجع العالمية في علم الاجتماع المعاصر، بل إن فكره أحدث تأثيرا بالغا في العلوم الإنسانية والاجتماعية منذ الستينيات من القرن العشرين أحدثت كتاباته وأبحاثه عن مختلف أنماط السيطرة الاجتماعية بواسطة تحليل مادي للإنتاجات الثقافية وإبراز آليات إعادة الإنتاج المتعلقة بالبنيات الاجتماعية، ثورة أثارت الكثير من الجدل بين محب وناقد لفكره.
 لبيار بورديو أكثر من 30 كتابًا ومئات من المقالات والدراسات التي ترجمت إلى أبرز اللغات العالمية وأصدرت بعدها بعد وفاته في 23 جانفي سنة 2002، من بينها كناب: اجتماعيات الجزائر (1958)، الورثة: الطلبة والثقافة (1964)، الاجتثاث مع عبد المالكـ سياد (1964)، الشغل والعمال مع ألان داربل (1964)، فن متوسط مع آخرين (1965)، حب الفن مع آخرين (1966)، في اجتماعيات الأشكال الرمزية بالألمانية (1970)، ما معنى أن تتكلم. اقتصاد التبادلات اللغوية (1982)، مسائل في علم الاجتماع (1984)، أشياء مقولة (1987)، الأنطولوجيا السياسية عند مارتن هيدغر (1988)، الاستعمالات الاجتماعية للعلم من أجل اجتماعيات عيادية للحقل (1997)، السيطرة الذكورية (1998)، البنيات الاجتماعية للاقتصاد (2000)،... ،علم العلم والانعكاسية (2001، تدخلات. العلم الاجتماعي والعمل السياسي 1961 - 2001، (2002)، صور للجزائر قُرب انتقائي (2003)، توطئة لتحليل - ذاتي (2004).

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024