هي من الكثيرين الذين جاؤوا إلى الجزائر فعشقوها وبقيت راسخة في ارواحهم وقلوبهم يرجعهم الحنين اليها كلما سنحت لهم الفرصة وباقون يحملونها في قلوبهم ويتمنون العيش بها وحمل جنسيتها.
انها الطبيبة البلغارية فيرا كيتوفا.. التي جاءت الى الجزائر غداة الاستقلال في بعثة طبية بمنطقة مستغانم اين عاشت 6 سنوات لتعود الى الجزائر كاتبة لعدة مؤلفات يحمل كل منها في عنوانه اسم بلد المليون ونصف مليون شهيد.
سيدة متألقة زادتها سنين العمر وتجاعيد الزمن رونقا ووقارا زارت جناح جريدة «الشعب» لتقاسم من خلالها القراء قصتها الجميلة قصة حبها وشغفها بالجزائر وبشعب الجزائر منذ أن وطأت قدماها ارض ترابها وتعلق قلبها كما تقول: بناس مستغانم وبطيبة قلوبهم وبكرمهم وجودهم وكذا بصمودهم القوي ورفعهم التحدي الكبير في بناء جزائر ما بعد الاستقلال».
رحلت عن الجزائر بعد انتهاء مهمتي بالبعثة الطبية ولم أقدر العودة إليها إلا سنة 2013 تلبية للدعوة التي شرفتني بها الوزيرة السابقة نوارة جعفر وكانت هذه الدعوة من أجمل المفاجآت التي حصلت في حياتي وكم كانت فرحتي عظيمة وأنا أعود من جديد الى الأرض التي عشقت ترابها وشعبها «تكشف فيرا مضيفة انها لاحظت تغيرا جّذريا ايجابيا في البلاد وعلى كل المستويات».
«ما ابهرني هو النمو والتقدم الملحوظ الذي شهدته الجزائر مند ان الاستقلال، فحين جئتها أول مرة لم يكن هناك شيء في الريف خاصة لا مدارس ولا مراكز طبية ولا كهرباء أو غاز طبيعي أو ماء شروب وها هي اليوم،- تقول فيرا - تزخر بالعمران والانجازات الكبرى من طرق وسكة حديد وجسور وموانئ ومطارات والمؤسسات التربوية وصناعية واقتصادية وغيرها وهذا امر اثلج قلبي كثيرا».
وقد قادتها زيارتها للجزائر سنة 2013 الى العديد من ربوع الجزائر، مستغانم وهران، الجزائر العاصمة، تيبازة حجوط وقسنطينة، وقد كان لهذه الجولة وقعا كبيرا عليها، اذ صرحت بهذا الشأن: «ما لفت انتباهي هو حرص الجزائريين على الدقة في انجاز اعمالهم وحبهم لرفع التحدي، كما ان سعيدة لوجود عدد كبير من الاطارات والكفاءات خاصة النسوية في جميع المستويات وحتى في هرم السلطة، فمن جزائر الاستقلال والأمية والفقر التي كان يعيشها الشعب الجزائري، ها هو اليوم فخور بكل اطاراته وهو يعرف استقرارا وتطورا مقارنة مع جيرانه بتونس والمغرب».
تجربتي مع الكتابة وصال متين بيني وبين الجزائر
مند 4 سنوات تعود فيرا كيتوفا الى المعرض الدولي للكتاب ن مشاركة فيه ككاتبة تطبع لها المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، وقد صدر آخر كتبها مترجم الى اللغة العربية هذا الفاتح من نوفمبر تحت عنوان «الجزائر الرفيعة»، وهو الكتاب الذي تحكي فيه انطباعاتها عن التغير الكبير الذي عاشته الجزائر مند الاستقلال ليومنا هذا».
ولفيرا مؤلفات اخرى تحمل عنوان «أنوار الجزائر» وهو ديوان شعر، كما تتحدث كثيرا على الجزائر في كنابها: أوراق سفير بالأبيض الذي يحكي سيرتها الذاتية ويركز أكثر على عملها في البعثات الطبية التي قادتها الى عدة دول افريقية مند الستينات.
وكشفت فيرا كيتوفا ان حاليا بصدد كتابة مؤلف جديد يحمل عنوان: «تحت سماء الجزائر الزرقاء»، سيصدر العام القادم، مشيرة أنها تسعد كثيرة بزيارة معرض الكتاب وتفتخر بإقبال الجزائريين عليه وهو دليل على حبهم للكتاب الذي يعتبر تراثا وكنزا شعبيا وعشقهم للقراءة وتمسكهم بثقافة المطالعة، كما عبرت عن أمنيتها الكبيرة، أن تأتي لتعيش في الجزائر وأن تكتسب الجنسية الجزائرية يوما».