شكلت طريق الذهب أو طريق الملح خلال القرن العشرين همزة وصل بين افريقيا وأوروبا ووسيلة للمبادلات التجارية التي ساهمت بقوة في بناء ازدهار العديد من الدول الأوروبية حيث كانت محورية في التبادلات التجارية بين إفريقيا وأوروبا.
شكلت التبادلات التجا رية والإسهامات الحضارية من القرن التاسع إلى القرن العشرين من تيهرت إلى تمبكتو محور المحاضرة التي نظمتها الوكالة الوطنية للنشر والإشهار بقاعة الجزائر بالموازاة مع فعاليات الصالون الدولي للكتاب في طبعته 22 التي يحتضنها قصر المعارض الصنوبر البحري.
كشفت المؤلفة فاطمة الزهراء اوفريحة عالمة الاجتماع ومختصة في علم الاقتصاد المغاربي في مداخلتها بالمناسبة، “ أن قوافل الذهب القادمة من القرن الإفريقي ودول الساحل كانت تحط الرحال بتلمسان عاصمة الزيانيين والتي كانت تشكل محطة عبور مزدهرة للسلع الافريقية باتجاه دول أوروبا، مشيرة أن تجارة هذه القوافل لم تقتصر فقط على الذهب، بل كانت تشمل أيضا العاج والعبيد والعديد من الخيرات الفلاحية والمنتوجات المصنعة التي تزخر بها إفريقيا.
لكن تشير المؤلفة هذا التجارة لم تعد بالربح الحقيقي والمنتظرعلى الشعوب الافريقية بل شكلت مقايضة الملح بالذهب الإفريقي الكم بالكم صفقة غير عادلة بالنسبة للأفارقة، استطاعت فرنسا في تلك الحقبة بفضل الذهب والعبيد أن تبني ازدهارها وتهيأ لحملاتها الاستعمارية التوسعية في العالم.
ولم تكن إفريقيا مصدرا للرزق والتجارة في اتجاه أوروبا بل عرف شمالها نشاطا علميا وحضاريا وكانت تلمسان لوحدها محطة إشعاع فكري، كما عرفت منطقة تلمسان على سبيل المثال تأسيس ثلاث جامعات قامت فرنسا الاستعمارية بهدمها بعد اجتياحها للجزائر.
وتطرق من جهته حوميتة محمد أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة أدرار إلى أهمية القوافل التجارية التي كانت تسير التبادلات التجارية بين الصحراء الكبرى وتمبكتو انطلاقا من منطقة توات والتي كان لها تأثير كبير على نمط الحياة في المناطق أو التجمعات السكانية التي كانت تحط بها حيث كانت تعتمد على نظام المقايضة والتبادل بين تمبكتو وقاو ومنطقة توات خاصة في ما بتعلق بالتمور المحلية والأغنام والعاج والذهب والعبيد وغيرها من المنتجات الرائجة الاستعمال آنذاك.