تكريم الفقيد إسكندر والروائية مايسة باي حفاظ على التواصل بين الأجيال
رسم اختتام الطبعة السادسة للأيام الأدبية عشية أول أمس بدار الثقافة حسن الحسني بالمدية بإلقاء بعض الكلمات المعبرة والصادقة من لدن خاطرة ضيوف عاصمة التيطري ممن لبوا دعوة المشاركة من عشر ولايات، استمتع جمهور دار الثقافة في جلسة الإختتام التي حضرها كل من مدير الثقافة ومدير هذه المؤسسة التي دأبت على تنظيم هذه التظاهرة وكذا الدكتور سعيد بن زرقة والكاتب والباحث سعدي بزيان بقصيدة رسالة المعنى للشاعر مفتاح خفاج من بلدية بنهار بالجلفة، امتزجت فيها أسماء النسوة والأوطان الجريحة، كغزة والعراق ومدى تعلق مدن الجزائر بقضايا الأمة كبوسعادة بوابة الصحراء.
تابع مدعو هذه المؤسسة قصيدة أمير العرب، حيث لخص صاحبها الشاعر عبد الرؤوف زوعبي من سطيف، ّ فيها أهم المشاكل التي ما تزال تتخبّط فيها الشعوب العربية بسبب جلسات النوام والتي رغم بياناتها المقتضبة في كل مرة، إلا أنه بفضل القدر شاءت الصدف أن تلتحم فيها قوى فرقاء فلسطين حول القضية العادلة غزة المنكوبة، ليستمتع هؤلاء من جديد ببعض ما جادت به قريحة الفنانة العصامية لوصيف تركية ابنة قصر البخاري في اصداريها أسطورة سنجابي ، معتبرة اياه بأنه يعد بمثابة عمل موجه إلى فئة المراهقين من هواة الفنون القتالية وعشاق السياحة الجبلية وكذا منتزه فرجينيا، ذلك المعبد السابق بمدينتها الذي تعرض إلى عملية الإهمال في السنة الفارطة، مبرزة في هذا الإصدار الثاني مدى تعلق الإنسان منذ طفولته بمكونات محيطيه وبهذا المعبد التاريخي بالذات والذي حاولت في مؤلفها هذا اعادة ترميمه بجوارح معبرة وصادقة عبر منتزه فرجينيا، مؤكدة في تصريحها لـ»الشعب» أنها ترفض هدم أي معلم أي كان نوعه.
أهدت تركية السيناريست والمؤلفة لعدة روايات قصيرة، هذين الإصدارين إلى الدكتور بزيان بمناسبة ذكرى 17 أكتوبر الخالدة، والتي قالت بشأنها بأنها تتزامن مع عيد ميلادها وتصادفت مع حضور هذه الشخصية الكريمة «بزيان» إلى هذه الولاية، معتبرة أيضا بأن هذا الموعد ورغم أنه كشف الكثير من الإصدارات، غير أن بعضها لم يرق إلى مستوى مسمع الحضور وشعراء المعلقات، كما استمتع جمهور هذه الدار لقصيدة بعنوان في المتحف، وأخرى يقولون للشاعر مروان بن رمضان، إلى جانب قصيدة جارتنا نبيلة، تلك الجارة المثالية من طرف الشاعر كريم اسكندر من المدية.
عيسوق: الأيام تبقى مسيرة للثقافة الدائمة
أوضح منير عيسوق مدير هذه المؤسسة بصفته صاحب هذا المحفل الأدبي بأنه تبقى مسيرة الثقافة دائمة، رغم فناء كل شيء في الحياة، كما أنها تستمر في حضرة أمثال الأستاذ بزيان، لكونه هو الفهم الذي يتجلى في هذا الرجل فهل من معتبر من الشباب ؟.. موضحا في هذا الصدد بأن «الإبل تمشي على خطى كبارها» مذكرا الحضور بضرورة احترام أباءنا وفحولنا الكبار في كل شيء، فضلا على أنه من واجب هؤلاء السلف اضاءة الطريق إلى كل الأجيال الصاعدة، مؤكدا بأنه بمثل هذه اللقاءات يتكون الرجال والنساء، مضيفا بأن تجربة القائمين على مثل هذه الأيام الأدبية تعدّ صغيرة مقارنة تجربة الدكتور سعيد بن زرقة، منوها في هذا المقام بهذه المشاركة بقوله «أنتم كرمتونا بمجيئكم»، ناعتا في زاوية أخرى مدير الثقافة، بأنه من طينة الرجال الهادئين والمتابعين والمشرفين على القطاع عن قرب، ودائم الحضور في مثل هذه المناسبات إلى جانب مؤسسته، جازما في ختام كلمته بأن هذه الطبعة السادسة كانت ناجحة بكل امتياز.
رغال: الدولة تعتني كثيرا بتراثها وتاريخها
من جهته قال عمر رغال مدير الثقافة بهذه الولاية على هامش اسداله الستار على هذه الطبعة، بأن الأديب سليمان جوادي هو دائما في القلب وهذه الطبعة لا تزال تكبر من سنة لأخرى، بدليل الحضور النوعي للشعراء من عشر ولايات، موضحا بدوره قبل حفل تكريم وتوديع المشاركين بأن مظاهرات 17 أكتوبر هي فرصة لتذوق معاني الكلمة الصادقة، شاكرا القائمين على هذه الدار من منطلق أن عمل قطاعه ليس محكوما بالوقت، مستشهدا بتجربة الصين في هذا الميدان، على أن هذه الدولة تعتني كثيرا بتراثها وبتاريخها، بما يتوجب علينا القيام به من خلال الإعتناء أكثر بكل الفنون وكل ما تركه لنا الأجداد من تراث كبير.
هذا وللعلم، بأنه فيما تمّ تكريم الروائية مايسة باي، بحضور شقيقتها الوزيرة السابقة أنيسة بن عامر وكذا عائلة الشيخ مختار اسكندر رحمه الله، وكذا الكاتب والباحث سعدي بزيان والإعلامية والباحثة في التراث الشعبي فاطمة ولد خصال، كان لحضور رئيس المجلس الوطني للآداب والفنون عبد القادر بن دعماش نكهة خاصة في هذه الطبعة، عقب إشرافه على توزيع 18 بطاقة فنان في جلسة الافتتاح بحضور السلطات المحلية وعلى رأسهم الأمين العام للولاية ورئيس دائرة المدية، وجمع من المدراء التنفيذيين والمهتمين بعالم الكلمة والمعاني، كما كانت هذه الفرصة سانحة للتذكير بما قامت به الجالية الجزائرية في المهجر من دعم للثورة في أحلك مراحلها من خلال تلك المظاهرات السلمية التي انطلقت في 17 أكتوبر 1961 بباريس، وضواحيها حسب ما جاء في كلمة الافتتاح لمدير الثقافة بهذه الولاية والتي اعتبر فيها أيضا بأن هذه الأيام الأدبية جاءت لترصيع عباءة الإحتفاء بهذه الذكرى ولكونها، باتت مقصد العديد من الشعراء والأدباء والباحثين من مختلف بروع الوطن في توليفة وفي عكاظية تزواج بين المسرح والقصيدة والمحاضرة والفيلم السينمائي التاريخي.