تنطلق السبت المقبل، بأوبرا الجزائر بوعلام بسايح، فعاليات الطبعة التاسعة لمهرجان الجزائر الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية، التي تتواصل على مدار خمسة أيام، وتشهد مشاركة 14 دولة من القارات الخمس. وإلى جانب الجزائر ممثلة في أوركسترا الأوبرا بقيادة المايسترو أمين قويدر، وإيطاليا ضيف شرف المهرجان، نجد كلا من تونس، سوريا، جنوب أفريقيا، جمهورية التشيك، فرنسا، تركيا، النمسا، المكسيك، اليابان، ألمانيا، إسبانيا، وروسيا التي ستختتم برنامج التظاهرة.
نشط عبد القادر بوعزارة، محافظ المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية، أمس الثلاثاء، بالمعهد الوطني العالي للموسيقى، ندوة صحفية عرض فيها برنامج الطبعة التاسعة للمهرجان. ورافق بوعزارة على المنصة كل من نور الدين سعودي مدير أوبرا الجزائر، وأمين قويدر قائد أوركسترا دار الأوبرا، وماريا باتاليا، مديرة المعهد الثقافي الإيطالي ممثلة لضيف شرف المهرجان.
وقال بوعزارة إن الجرح لم يندمل بعد لفقدان قامة من قامات الموسيقى السيمفونية بالجزائر المايسترو رشيد صاولي، وأضاف بأنه «رغم الصعاب سنعمل جاهدين لإنجاح هذا المهرجان وإظهار صورة الجزائر الجميلة». وتحدث عن دعوة بعض طلبة معاهد الموسيقى عبر الوطن لحضور بعض سهرات المهرجان، كما كشف عن توفير مؤسسة نقل المسافرين بالعاصمة حافلتين من ساحة أودان إلى الأوبرا طيلة أيام المهرجان لنقل محبي الموسيقى مجانا.
وفي بادرة عرفان وتكريم، قال بوعزارة إن الجناح الذي كان ضمّ سابقا الأوركسترا السيمفونية الوطنية بالمعهد العالي للموسيقى، سيحمل اسم الفقيد رشيد صاولي، فيما ستحمل القاعة الجديدة بذات المعهد اسم عزيز حمودي.
من جهتها، ذكّرت ماريا باتاليا بأن إيطاليا شاركت في كل طبعات المهرجان، واصفة إياه بأنه من أهم التظاهرات الثقافية. وسيقدم الإيطاليون برنامج موسيقى باروكية، كما سيشاركون بثلاثة مغنين، ميتزو سوبرانو وتينور وباريتون، سيغنون في حفل الافتتاح تحت قيادة المايسترو أمين قويدر، رفقة 18 موسيقيا إيطاليا سيعزفون رفقة الأوركسترا الجزائرية. وأضافت باتاليا بأن النقل المجاني متوفر من المركز الثقافي الإيطالي بالأبيار إلى الاوبرا طيلة أيام المهرجان.
أما نور الدين سعودي، فأشار إلى الدفع والديناميكية التي يعطيها المهرجان للموسيقى العالمية في الجزائر، وقال إن الأوبرا حاضرة لإنجاح المهرجان: «قد لا نلتقي في عدد من الأفكار أو الآراء، ولكن الموسيقى تجمعنا دائما»، يقول سعودي.
من جهته، قال المايسترو أمين قويدر إن الأوركسترا تشتغل على الأوبرا منذ سنة تقريبا، لذلك اقترح على بوعزارة المواصلة في هذه الصيغة، وهكذا سيتضمن الافتتاح أوبرا ترافياتا لفيردي، و»سنعزف تقريبا كل الأوبرا»، يقول قويدر، خاصة وأن ما يعادل 12 ألف شخص حضر سهرات موسيقى الأوبرا، ما يعني أن الجمهور يهتم بهذا النوع من الموسيقى. وأضاف: «مستوى موسيقيينا تحسن كذلك في هذا النوع». وقال قويدر، الذي يحتفي بالسنة الخامسة والعشرين من العطاء كقائد أوركسترا: «أول حفل لي كان في أكتوبر 1992 وقدت حينها أوركسترا أوبرا مرسيليا، في حفل حضره وزير الثقافة حينها الراحل بوبكر بلقايد لتشجيعي».
وعن سؤالنا بخصوص الملاحظات التي خرج بها منظمو المهرجان منذ الطبعة الأولى إلى الآن، قال بوعزارة إن هذه التظاهرة هي بمثابة التحدي، أما أمين قويدر فاعتبر أن ريبرتوار الأوركسترا قد تم إثراؤه، بتقديم سيمفونيات لتشايكوفسكي، والعمل على الأوبرا، وتعويد الجمهور على الحضور بقوة إلى دار الأوبرا، والوسائل التقنية التي لم تكن متوفرة من قبل والتي يتم التحكم فيها أكثر فأكثر. فيما أشار سعودي إلى العنصر الشاب الحاضر بقوة خاصة من خلال أوركسترا الشباب.
وفي تصريح لـ»الشعب»، أكد المايسترو عبد القادر بوعزارة أن هذه التظاهرة جعلت من الجزائر ملتقى لكبار الموسيقيين العالميين. وأضاف بأن المهرجان يعمل على ترسيخ ثقافة الموسيقى العالمية في المجتمع الجزائري، خاصة وأن التأسيس لأوركسترا أو مدارس محترمة تدرّس هذا المجال مهمة تتطلب عقودا من الزمن: «لكي تجد مكانة في عالم الموسيقى السيمفونية فإن الأمر يتطلب 50 سنة لتكوين موسيقيين مقتدرين في جميع الآلات الموسيقية، حتى تقدر على عزف أعمال موزارت وتشايكوفسكي وبيتهوفين وفيري وروسيني وبوتشيني وغيرهم.. إن استطاعتنا كجزائريين من تحقيق ذلك في قرابة 15 سنة فقط يعتبر معجزة»، يؤكد بوعزارة.