قدم، عشية أمس، «غاييل دوغيشان «، محاضرة بالمتحف العمومي الوطني سيرتا بقسنطينة، تحت عنوان « رسومات ما قبل التاريخ في مغارات لاسكو، شوفييه، والتاميرا» حضرها نخبة من المهتمين والمختصين في تاريخ الفن التشكيلي .
وقال المحاضر وهو خبير مختص في المحافضة على الأعمال الفنية في المتاحف بفرنسا، إن اكتشاف هذه الرسومات وأماكنها في كل من فرنسا واسبانيا، أمر مثير لإعجاب الزائرين، حيث يشكل لهؤلاء صدمة حقيقية تمثل فارق الزمان الذي نفذت فيه هذه الرسومات والذي يصل في بعض الأحيان إلى 32 ألف سنة من الآن.
وتعرض المحاضر في بداية محاضرته إلى مغارة «التاميرا» الإسبانية والتي قال عنها إنها تعود إلى الفترة مابين 16 و18 ألف سنة وأن اكتشافها سنة 1879 كان صدمة كبيرة، حيث لم يصدق أغلب المهتمين من فرنسا هذا الاكتشاف، لكن بمجرد اكتشاف مغارة «لاسكو» بفرنسا سنة 1944 من قبل مجموعة من الشباب تاكد لهؤلاء أن رجل ماقبل التاريخ كان لديه ما يكفي من المهارة لتحقيق الإبداع، بل والأكثر من ذالك أنه اكتشف البعد الثالث في الرسم وهو أمر مثير للدهشة .
وتحدث «غاييل دوغيشان»، عن تنفيذ هذه الرسومات والتي كان يقوم بها رسام واحد فقط في كل مغارة، حيث يلتقط مشهد الصورة مباشرة لينفذه على سقف وجدران المغارة وبألوان طبيعية تثبت مباشرة على الصخور ومن هذه الألوان الأبيض والأحمر والأصفر والأسود .
وبين المحاضر أيضا، الحجم الحقيقي لهذه الحيوانات المرسومة والتي تصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 5 أمتار، حيث خلص المتحدث إلى أن دراسة هذه الرسومات في كل من المغارات الثلاث يؤكد أنه وإن كانت هناك فروقات من حيث الزمن في اكتشافها يصل إلى 125 سنة، كما أن أحجام المغارات ومساحاتها تختلف بشكل متباين وأيضا فإن أحجام الرسومات تختلف من مكان إلى أخر، فإن هناك مقاربات حيث استخدم رسام ما قبل التاريخ نفس التقنيات والألوان ، كما أن هذه الرسومات بقيت محافظة على نظارتها كون الأماكن التي كانت موجودة بها حافظت على نفس درجة الحرارة والرطوبة.