وجّه العديد من صانعي المشهد الثقافي في ولاية البليدة من بينهم شعراء ومسرحيون مغنيون وملحنون طلب استغاثة ونجدة للجهات الوصية المسؤولية، التمسوا منهم أن يساعدوهم في اثبات وجودهم وتقديمهم إضافات وقيمة فنية ذات فائدة، تجعل منهم يشعرون بأنهم» أحياء» ينفعون وينتفعون، خلال ممارستهم لمختلف الانشطة الثقافية.
الطلب الذي جاء في شكل نداء استغاثة، جاء من فنانين مخضرمين وشباب موعودين، شعروا بأنهم يموتون بشكل بطيء، دون أن يتمكنوا من تقديم تلك الاضافات والابداعات التي حاباهم بها الخالق، سواء في قرض ونظم الشعر الفصيح والملحون، أو أداء مسرحيات، أو تلحين وتقديم عروض غنائية ملهمة من صلب المجتمع والواقع، أراد بعض من التقت بهم «الشعب» أن يعبروا على أن التهميش والاقصاء لا يزال ينخر عظامهم والمادة الرمادية الدماغية، وهم اليوم في أحوج ما يكونوا الى اثبات هوياتهم وذواتهم لأجل تفجير تلك الطاقات الفنية المكبوتة.
رئيس جمعية الرحاب لمواهب الشباب: نفض الغبار عن معالم المدينة مهمّة الجميع
يقول في هذا الصدد رئيس جمعية الرحاب لمواهب الشباب الوسيم سليمان سيد أحمد، بأن الوضع الثقافي أو المشهد عمومي لا يدعو الى الامل، خاصة وأن الهياكل التي تجمع هذه الفئات، هي إما موصدة ومغلقة أو تحولت الى مخازن وأطلال، رغم أن فيها من تم بعثها من جديد لاجل تهيئتها واستعادة رونقها وقيمتها التاريخية، مثل قاعة التوري للمسرح والنشاط الثقافي، والتي ما تزال مشروعا فقط لم ير النور لغاية الساعة، وهي القاعة التي شهدت استعراضات وتشرفت بضيوف قدموا من قارات العالم الخمس، وكان «التوري» وبشطارزي وكلثوم وحسن الحسني وغيرهم من أصحاب التمثيل والابداع المسرحي، أبطالا فوقها أبهروا وأبدعوا وأضحوا ومثلوا، لكنها اليوم تبكي حظها مثل مثل قاعات أخرى للسينما والمسرح بقلب المدينة وعاصمة التاريخ والفن والورد، حتى أنهم يضيف سيد احمد سليمان باتوا يجبرون على التنقل بالاخص الى الجزائر العاصمة، لتقديم عروض فنية وثقافية، بدل تقديمها وتشريف أهل مدينتهم وولايتهم، ويضيف بأن لديهم طاقات شبانية، هي اليوم وغدا تبحث عمّن يدفع بها، الى اطلاق العنان لحناجرهم وأصابع اناملهم في الرسم والموسيقي مثلا، والوقوف على المسارح، والمشاركة في المهرجانات على اشكالها وانواعها، وليس لهم بعدها أي مطلب أو أمنية.
طاقات إبداعية غيّبها التّهميش
أما الشاعر والملحن والمؤلف موسى بوطهراوي والمكنى بـ «الترقاوي»، فيأمل في أن يتم الاهتمام بهم أحياء وليس وهم يسجون في مراقد القبور، وقال في هذا السياق إن الفنان هو مثل الطاقة الكامنة في حجرة أو مخزن أو صندوق، متى تم اشعال الفتيل انفجر وقدم للحياة معاني جميلة، تضاف الى سلسلة الابداعات في كل شأن، لكنه يتأسف ويتحسر الى الوضع الذي اصبح عليه الفنان، فيقول في هذا الشأن أنهم أصبحوا في عداد المنسيين والمهمشين، لا أحد يهتم لامرهم، إن هم كانوا أو لم يكونوا، وهو يؤكد بأنهم يريدون أن يقدموا للجيل الحاضر والقادم ما لديهم من مادة وعصارة فنهم، لتتواصل الاجيال وترتبط في سلسلة موصولة لا منقطعة ، وأمنتيه أن تكثف النشاطات الفنية ويشاركوا فيها، وليس أن يتم ذكرهم بعد أن يفارقوا هذا العالم، ليختم قوله بأن الفنان يستنشق الفن، سواء كان شعرا أو غنوة أو تأليفا أو مسرحية أو رسما أو قطعة موسيقية، وحياته في هذه الفسيفساء الجميلة، ومن دونها أو بدون الفن فهو حي ميت.
المشهد الثّقافي في البليدة يرفض التّهميش والإقصاء
شموع المدينة يطلقـون صرخة استغاثـــة للنّظـــر في شؤونهــــم
البليدة: لينة ياسمين
شوهد:376 مرة