استلمت مديرية الثقافة لولاية المدية مؤخرا بعض النسخ من مؤلف «تراتيل الجراح على الأجساد المهترئة»، حيث يحتوى على 64 صفحة، لصاحبه القاص، جمال الدين خنفري، من منشورات مديرية الثقافة وفرع اتحاد الكتاب ببسكرة، وعن دار علي بن زيد للطباعة والنشر بعاصمة الزيبان.
يضمّ هذا الكتاب من الحجم المتوسط 61 قصة صغيرة تعالج مواضيع اجتماعية نابعة من عمق الحياة وهي اسقاط على سلوكيات الفرد في المجتمع، ومن بينها موضوع «قذارة»، حيث جاء فيه في الصفحة الثانية عشر، ما يأتي «مات تحت الأنقاض، جثته حملت صور البشاعة فوق تصوره، قبل لفظ أنفاسه الأخيرة، وتسلب منه روحه إلى بارئها، جلجل صوته المكان مرددا: الحرب قذرة، الحرب قذرة».
شمل هذا المؤلف أيضا قصة بعنوان «استسلام» بالصفحة الثالثة والعشرين على نحو «عاد في المساء إلى المنزل من العمل مرهقا، استقبلته زوجته بعدة طلبات ، طلب منها تأجيلها إلى الغد، رفضت وبإصرار شديد ، دعته إلى التوجه إلى السوق وتلبية احتياجاتها بسرعة .. سألها: ما بالك؟ سلامة عقلك.. يوما كاملا وكل مشاغلي تعطلت في انتظار سيادتك .. لماذا؟ لأن متطلبات المنزل نفذت، ولم أجد ما نأكله.. لماذا لم تتصرفي؟ .. كيف أتصرف وأنت تمنعني من الخروج أو الإتصال بالجيران .. لا بأس هات قائمة الطلبات وأمري لله، من الغد لكي مطلق الحرية في الخروج والتسوق وزيارة الأقارب والصديقات»، فضلا على قصة أخرى بعنوان «وهم» بالصفحة الواحد وأربعين نصها كما يلي «تقمصه الجن، استدعى الراقي، انتفض بقوة، أنجب قطا أسودا من تحت المائدة، خرج يموء جريا بنظرة شزرة متحفزة نحو شيخنا، فزع وارتبك، قال له صاحب البيت: إنه قطنا، لم يصدقه، حينها كل من يطرق بابه ويطلبه يقول له دون أن يخرج، إنس أن جن».
كما احتوى هذا الكتيب قصة لا تقل أهمية وجمالية عنوانها «همة» جاء نصها كما يلي «في الشوراع المظلمة، ركب بساط الأمل، طاف به عوالم ذاته، نقطة الإنطلاق تلاشت، مسافة المراقي لفته بحلة بيضاء، كتب على جدار الزمن.. تؤخذ الدنيا غلابا».