الشاشة الصغيرة تواجه مشكل نقص في التوزيع وقاعات العرض
سيكو تراوري، مخرج ومنتج بوركينابي، له العديد من الأفلام، أبرزها فيلم «عين الإعصار» المستوحى من المسرحية التي تحمل نفس الاسم الذي يتناول مشكل الأطفال المسلحين ويحكي قصة محامية ثرية تدافع عن شاب شارك في حرب أهلية وتواجه آفة الرشوة وتعصب الذهنيات»، له نظرة على واقع السينما الإفريقية عامة والجزائرية خاصة حاليا والمشاكل التي تواجهها والتي يكشفها من خلال تصريحه لـ «الشعب»
اعتبر سيكو تراوري أن «صناعة السينما مجال يعرف حاليا ازدهارا ملحوظا و متزايدا بالقارة السمراء إذ بدأت العديد من الدول الإفريقية، من بينها بلده بوركينافاسو في إعادة النظر في هذا القطاع الثقافي واعتباره مجالا للاستثمار مدرا للثروة و مساعدا في مسار التنمية الاقتصادية.
كشف تراوري أن « السينما الإفريقية « تعرف حاليا ظاهرة تشجيع الصناعة والسينمائيين وانفتاحا كبيرا على العالم وهناك صحوة لدى العديد من الدول الإفريقية التي تبذل جهودا كبيرة وتضع إستراتيجيات مدروسة رامية لجعل هذا القطاع من بين القطاعات الاقتصادية الهامة، مقدما كدليل، تجربة السينما النيجرية التي استطاعت في السنوات القليلة الماضية، أن تنهض بقطاع صناعة الأفلام وتجني من خلاله الكثير، وتحصد سنة 2014 على سبيل المثال ما يفوق 10 مليار دولار أمريكي كمداخيل للأفلام المنتجة والمعروضة بقاعات السينما، وتتفوق بذلك على جنوب إفريقيا في المجال».
وتسير حاليا بوركينا فاسو، يقول تراوري» على نفس المسار بتشجيعها للفن السابع وللصناعة السينما، مرتكزا في تصريحاته على التسهيلات التي تلقاها فيلمه «عين الإعصار» الحائز على العديد من الجوائز، ب مهرجان «فيسباكو» ببوركينا فاسو سنة 2015، وعلى جائزة الجمهور في الطبعة ما قبل الأخيرة للمهرجان الدولي للفيلم السينمائي بالجزائر، ليتم إعادة عرضه في القاعات ببوركينا جانفي 2017».
وأضاف قائلا : « إذا كان عندنا مشروع فيلم مدروس وسيناريو جيد وقصة جميلة، فيمكننا أن نحصل على الدعم المالي من قبل الحكومة في بوركينا ولا نخاف المراقبة أو التدخل في العمل، فالفيلم هو أولا وقبل كل شيء قصة جميلة تقدم للمشاهد وغالبا ما تحمل رسالة ما أو تعالج موضوعا راهنا «.
لتراوري الذي شارك مؤخرا كعضو في لجنة التحكيم في فعاليات مهرجان الجزائر الدولي للسينما، رأي في الإنتاج السينمائي الجزائري، حيت اعتبر هذا الأخير قويا وفي المستوى كون الأفلام المنتجة تعرف صدى كبيرا في الخارج وتحصد الجوائز والاهتمام في كبريات المسابقات العالمية والإفريقية، إلا أن المخرجين والمنتجين الجزائريين، يقول يواجهون محليا مشكل إيجاد التمويل و نقص التوزيع وقاعات السينما، وعن مشاريعه المستقبلية أفصح المخرج قائلا : « أنا حاليا بصدد التحضير لمشروع سلسلة تليفزيونية ترفيهية ـ تهتم وتعالج المشاكل الاجتماعية ببلدي».