الدكتور مشري بن خليفة لـ«الشعب»:

الجزائر جمعت شتات الكتاب والأدباء العرب

فنيدس بن بلة

النخب قوة اقتراح وتغيير وقت المحن
أعطى الدكتور بشري بن خليفة أستاذ جامعي وكاتب قراءته في المشهد الثقافي العربي الذي عاشته الجزائر في بحر الاسبوع مساهمة في التئام الابداع والابتكار العربيين بعيدا عن الانقسام والعيش وراء الحصارات والحواجز الوهمية المصطنعة.

وقال الدكتور لـ«الشعب” مقيما اجتماع مكتب الاتحاد العربي الذي التام بانضمام السعودية لاول مرة بعد تأسيس الاتحاد 1954، في انتظار قطر واستعادة ليبيا موقعها الطبيعي بعد التطور الذي عرفته ، ان الكثير من الاشياء تقررت عقب التحضير المحكم والتنسيق الدقيق الذي ساهمت فيه الجزائر مذيبة الجليد بين اعضاء اتحاد الكتاب والأدباء العرب مقنعة اياهم بجدوى التلاحم في بيب واحد يجمعهم في السراء والضراء ويقوي صفهم ويوحد كلمتهم ورؤاهم تجاه تجاور تعقيدات الظرف باستقلالية قرار وخيارات استراتيجية دون اتكالية على الاخر ووصفاته.
وزاد الاتحاد قوة وحركية المداخلات القيمة حول مواضيع اختيرت بدقة تجاوبا والظرف الجيو سياسي الذي تعيشه الامة العربية وتعرضها لهجمة شرسة من عديد القوى. فجاء عنوان المقاومة اصدق تعبيرا واقوى في معركة الكتاب والادباء العرب لاثبات الذات وحماية الهوية المستهدفة من اجندات الداخل والخارج.
اجتماع الامانة العامة لاتحاد الكتاب والأدباء العرب عبر عن مسعى تصالحي يقر بالانا ولا يهمل الاخر والتنوع مصدر القوة والقدرة، مترجما غاية لم الشتات ثقافيا وإبداعيا. وموضوع “تجليات ثقافة المقاومة في الادب العربي المعاصر” التي تداولت على الالسنة مدة ثلاثة ايام وعمقتها التحاليل والرؤى الانية والاستشرافية وضعت الاصبع على الجرح العربي النازف وحددت اليات تضميده متخذة من الثورة الجزائرية موطن قوة ومحطة مفصلية في الحركية الابداعية العربية الباحثة عن التجدد والتفتح بتبصر دون التنازل عن الخصوصية والتمايز.
يظهر هذا في كتابات اهل الثقافة العرب وغير العرب الذي تحدثوا عن اثر الثورة الجزائرية على الدب العربي والعالمي على حد السواء مما يشكل مفهوما جديدا لرمزية هذه الثورة التي كان اساسها استقلال الجزائر لكن في بعدها الثقافي النضالي مرجعية اساسية لثقافة المقاومة في الراهن العربي.
الاجتماع الذي احتضنته الجزائر وضع من خلاله الكتاب والادباء العرب خارطة طريق تعطي اجابة كافية شافية لمكنونة الهوية والانتماء والمرجعية مرافعا للعودة الى الرصيد الفكري العربي ومقارعة الواقع المتغير بانتصاراته واخفاقاته باللجوء دوما وابدا الى النخبة حاملة مشعل التغيير وبناء الذات وجمع الشتات بروح التضامن ، التسامح والتاخي دون الانسياق وراء القاعدة السلبية” انا وحدي املك الحقيقة. او “انا وبعدي الطوفان”.
نجحت الجزائر في جمع شتات الكتاب والادباء العرب واقنعت الحضور بحتمية العمل المشترك تحت سقف واحد وبيت واحد. خرج الجميع من حوارات فكرية احترمت الراي والراي الاخر وكلهم عزما على السير على هذا الدرب الوحدوي الذي تتنوع بداخل التوجهات والاراء من اجل الثقافة العربية الاصيلة المتاصلة التي يرفع شانها الكتاب والادباء في كل الظروف.


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024