الملتقى لتصحيح الرّاهن وفتح المجال أمام فضاءات الابداع
نريد وطننا عربيا متآلفا
تزامنا وانعقاد ندوة الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والأدباء العرب التي تحتضنها الجزائر هذه المرة، الحدث الذي يعرف مستجدّات على مستوى الهيكل التنظيمي والادراي والعضوي لأمانة الاتحاد، فإنّه بات من الممكن اعادة ترتيب هذا البيت من جديد في ظل الراهن الذي تعرفه المنطقة العربية انطلاقا من تكاثف الجهود وتوحيد الرؤى ولمّ الشمل والسعي إلى ادراك كل ما من شأنه تقديم الاضافة إلى هذا الصرح الثقافي العميق.
«الشعب” تنقّلت إلى المكتبة الوطنية أين تشهد الحدث العربي الجامع للكتاب والأدباء العرب، مسجّلة انطباعات العديد من الأساتذة نوجزها في هذه الوقفات.
الحفاظ على كيان الأمّة العربية انطلاقا من اللغة الابداعية أو السياسية
أكّد الدكتور والشّاعر علي ملاحي أستاذ العربي بجامعة الجزائر بأنّ المنطق العربي والعولمة يؤكدان لنا أن موقف الجزائر يتجه في مسار سليم بامتياز بحكم أنّ الجزائر كانت دوما وستظل تناصر القضايا العادلة، ما بالنا بالوطن العربي، نحن نقر للشعوب العربية في العيش الكريم والحياة الكريمة، مبرزا لما يتعلق الامر بالمثقف العربي في الاقطار العربية على اختلاف مشاربها.
الجزائر تعتز بأي مثقف عربي سواء في السعودية أو في سوريا وفي أيريتيريا، اليمن، الصومال أو في غيرهم من الوطن العربي، وبالتالي انعقاد الدورة يأتي في وقت جد حساس وعميق لأنها تعطينا الفرصة للتصالح مع الذات مع المثقفين على وجه الخصوص، موضحا أنّ انعقادها في الجزائر سوف تمنح الجزائر فرصة للم الشمل بشكل ايجابي، دون العودة الى الاخطاء التي يعتقد انها عادية لا يمكن الحكم عليها او اعتقادها، فعندما ننظر في المرآة لوجدنا الكثير من الاخطاء، فجل من لا يخطئ، ولكن العودة الى نفس تلك الاخطاء هو المشكل في حد ذاته، وبالتالي يرى ملاحي أن الوطن العربي بصفة عامة في الكثير من الاخطاء، لكن كمثقفين وامتلاكهم للوجدان يمكنهم تصحيح الراهن وفتح المجال امام فضاءات رحبة للإبداع وللمبدعين عبر مختلف الاقطار العربية.
أما فيما يخص انضمام كل من كتاب وأدباء المملكة العربية السعودية الى الاتحاد ورفع التجميد على عضوية سورية، قال إن الجزائر اعتادت دوما الحفاظ على كيان الامة العربية، انطلاقا من هذه اللغة الابداعية او السياسية إن شئنا والتفكير المعرفي والأصيل والجاد، فإن الجزائر تحرّرت بالدماء لا يمكنها أن تدخل في عتاد الدول التي تريد تمزيق وحدة الأمة العربية الموحّدة ، حسبه دائما يقول ملاحي: “فإنّنا لنا مصيرا واحدا ورأيا واحدا ولنا الدين الواحد الذي يجمعنا ولنا المشاعر الفيّاضة الواحدة التي تؤلّف بيننا”. من هذا المنطلق يقول ملاحي لا يمكننا التفكير بهذا المثقف السوري من طرف وذلك المثقف السوري من طرف آخر، فالوطن يجمعهم جميعا، الجزائر تبحث بشى الطرق والوسائل والإحساس الدافئ، كيف تؤلف بين قلوب الأفراد ما بالنا بالمجتمعات العربية أو العناصر المتناحرة، نريد وطننا عربيا متآلفا في سوريا وليبيا واليمن والسعودية والجزائر ودول الخليج، وفي مصر وفي أي مكان من الوطن العربي، الغاية التي تسعى إليها الجزائر هي الدعوة إلى تحرر الوطن العربي، والمحافظة على كل اللغات وكيان الامة الموحدة بشكل هادف، ورسالة هادفة.
اللّقاء انتصارا للكلمة وحدثا تاريخيا، سياسيا وثقافيا
اعتبر الدكتور والشاعر طارق ثابت أستاذ الأدب العربي بجامعة باتنة أن انعقاد دورة الأمانة العامة للاتحاد الكتاب والأدباء العرب بالجزائر يعتبر انتصارا للكلمة ولم الشمل بين المثقفين، معتبرا إياها حدثا تاريخيا، سياسيا وثقافيا لأنه يجمع أهم الاتحادات العربية المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، لمناقشة الكثير من القضايا التي تهم اتحاد الكتاب ومناقشة بعض القضايا التنظيمية والإدارية، ولقاء الجزائر سيكون مميزا لأنه سيدرس انضمام كل من المملكة العربية السعودية الى هذا الفضاء من خلال نواديها وروابطها التي هي في الأساس منضوية تحت لواء السلطة الادارية بالمملكة .
يوضح الدكتور ثابت بأنّ دورة الجزائر ستصادق على انضمام هذه الأسر والروابط إلى فضاء الاتحاد العام والكتاب العرب في سابقة تاريخية، في السياق ذاته يوضح ثابت بأنّ اجتماع الجزائر سيرسم اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، بحكم أنّ هذا الأخير مشاركته في الاتحاد العام للأدباء العرب تمت في الجزائر في الدورة السابقة، وها هي تعود في هذه الدورة وسوف يزيل الغموض عن قضية اللبس في اتحاد الكتاب السوريين.
وحسبه دائما فإنّ الأمانة العامة استجابت لطلب الجزائر في رفع تجميد عضوية اتحاد الكتاب السوريين، وهي أيضا تحسب للجزائر وإلى رصيدها من حيث عدم تسييس انتماء الكتاب السوريين لهذا الفضاء، مبرزا في السياق ذاته أنها قرارات يؤكّد عليها اجتماع الجزائر وهي قرارات تتفق مع القرارات السياسية في هذا الشأن، بالإضافة إلى الندوة المرافقة التي موضوعها يندرج تحت ثقافة المقاومة في الأدب العربي المعاصر.