ضرورة تشجيع الحوار والتسامح و الرجوع إلى القيم الإنسانية
اتفق المشاركون خلال اليوم الثاني من الندوة العربية تحت عنوان : “تجليات ثقافة المقاومة في الأدب العربي المعاصر: “ دورة شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا، التي تحتضنها المكتبة الوطنية الحامة موازاة مع دورة الأمانة العامة لاتحاد الأدباء والكتاب العرب، على أن المقاومة الأدبية والفكرية والثقافية سلاح يتغذى بالقيم الروحية والإنسانية السامية ويتقوى بقناعة الحوار وتجاوز الخلاف وقبول الآخر “ يستعمل في التصدي للاختلالات والأزمات التي تعصف حاليا بالمجتمعات العربية .
قال د. سالم بن سعيج العريمي من سلطنة عمان إن المقاومة “هي الدفاع عن كل ما هو نبيل وجميل وإنساني فالمحبة هي مقاومة في زمن الكراهية التي نتلمسها الآن في الكثير من مجتمعاتنا في مواجهة التعصب، الصدق مع الذات ومع الآخر إذا هي أيضا مقاومة ضد الكذب تعزيز ثقافة المساواة والمواطنة، ومقاومة للتمييز وفضح وتفكيك ثقافة تكفير وإقصاء الآخر”.
استند المحاضر إلى الكثير من أشكال وصور المقاومة التي يزخر بها التاريخ الإسلامي والعربي، انطلاقا من “ ثقافة المقاومة العربية التي واجهت حركة التتريك العثمانية حتى الربع الأول من القرن العشرين”، مرورا بثورات الشعوب العربية والجزائر نموذجا لتحقيق التحرر والاستقلال، ووصولا إلى “تحرير جمال الدين الأفغاني لمعاصريه المسلمين ضد الامبريالية الأوروبية “، معتبرا في ذات السياق أن “ثقافة المقاومة بديل ومضاد لثقافة الهيمنة والاستعباد وانتهاك حقوق الإنسان وحريات الشعوب “.
عرف د.علي الحداد المقاومة الفكرية والثقافية على أنها “ حالة تربوية وأخلاقية ونفسية لا يكفي فيها الفعل النضالي بل لابد أن يحكمها نظام قيمي وطني وإنساني، ليس بالقيم الوهمية التي يصنعها خيال المناضل، بل هي معايير للسلوك الإنساني والاجتماعي ومنظومة تدابير وقيم على رأسها الحرية وكرامة الإنسان”.
وأكد المتدخل أن “ المقاومة هي استجابة واعية لتحديات الواقع والمستقبل” معرجا في هذا الشأن على التحديات الراهنة الخطيرة التي تواجه المجتمعات العربية والإسلامية، من بينها “ تعثر مشروع مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وتعثر الخطاب والموقف وبرنامج المقاومة وكذا التوافق في تحديد الأسلوب الرئيسي الناظم لأشكال الفعل المقاوم وبث ثقافة المقاومة، إلى جانب تضاؤل الاحتشاد الشعبي العربي حول الخطاب”.
وأشار د. علي الحداد أيضا إلي ضرورة تحدي عواقب ومخلفات ما يسمى بالربيع العربي من عنف مسلح وحلحلة القيم الفردية والجماعية داخل المجتمعات العربية والإسلامية، مشيرا إلى الدور الهام والحاسم الذي على المثقف والأديب والكاتب أن يلعبه لتدارك تدهور الأوضاع الخطير.
وفي سياق آخر، تطرق العراقي د علي الحداد في مداخلته إلى : “ الثورة الجزائرية في الشعر العراقي الحديث قصائد بدر شاكر السياب نموذجا”، في حين استعرض د. محمد خطاب من الجزائر “ قيمة المقاومة في خطاب الحداثة الشعري سركون بولس نموذجا”.