يعاني الكثير من الكتاب والمبدعين الجزائريين الذين يخوضون مغامرة إصدار مؤلفاتهم الأدبية من مشكل التوزيع، الأمر الذي يدفع بأغلبيتهم إلى التعامل مع دور نشر أجنبية سواء عربية أم غربية كانت، أو اللجوء إلى النشر الالكتروني من خلال مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة.
من بين الكتّاب الذين خاضوا مؤخرا هذه التجربة الشاعرة والروائية حسيبة طاهر التي صدر لها روايتين بدار النخبة المصرية، والتي تحمل عنوان: «آلهة من زجاج» و»بعت المومياء».
وعن الأسباب التي دفعت بالكاتبة المقيمة حاليا بكندا إلى نشر كتبها بجمهورية مصر، صرّحت حسيبة طاهر لـ «الشعب» قائلة:
«بعد تجربة النشر بالجزائر صدمت بمشكل صعوبة التوزيع وعدم وصول الكتاب لأيدي القراء لأسباب مازلت أجهل معظمها، مما قيل لي عدم ترحيب المكتبات الجزائرية بالكتب الأدبية»، مضيفة في ذات السياق أنه «ونظرا لكثرة عروض النشر من دور عربية مختلفة التي تلقيتها اخترت مصر وبالذات دار النخبة، كونها صراحة دار راقية جدا وتبذل جهدا جبارا للنهوض بالكتاب، علما أيضا أن أقلام جزائرية كثيرة تألقت مع هذه الدار».
وتسافر حسيبة الطاهر بالقارئ من خلال رواية «آلهة من زجاج» إلى أغوار وأعماق المجتمع العربي عمومًا والجزائري خصوصًا، فالرواية كما تقول المبدعة: «تُعري الأعراف البالية والطابوهات والعُنف ضد المرأة وأزمة العنوسة والنفاق الاجتماعي، والخرافات المسيطرة على العقل العربي.
كما تسلّط الضوء على السلطة الاجتماعية الطاغية التي تمتاز بقوة خارقة مسيطرة تنافس الدين والقانون، بل تتفوق عليه حتى غدت دينًا موازيًا خصوصًا عند البسطاء والمهمشين الذين لا يفرقون بين طقس ديني وآخر خرافي».
أما رواية «بعث المومياء» فهي تروي قصة فتاة من عائلة مصرية ريفية محافظة وبسيطة تتفوق في الدراسة، فيبعث بها والدها للدراسة إلى الخارج لتحقق حلمه وتعوضه عن الذكر الذي لم ينجب، وتسافر فردوس إلى كندا وتجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فتمنعها الظروف وخيانة البشر من تحقيق حلمها وحلم والدها، وتعود إلى قريتها الصغيرة لتتزوج ابن عمها الذي يدفعها بقسوته وحقده إلى الرحيل من جديد.
للتذكير، قد سبق وأن أصدرت حسيبة طاهر التي تكتب الشعر والقصة القصيرة أيضا، مؤلفات عديدة بجيجل بالجزائر، نذكر منها رواية «لعنة الفرعون»، ومجموعة قصص قصيرة تحمل عنوان «بحيرة الرب»، إضافة إلى ديوان «تراتيل سيّدة العشق».
