اكد الشاعر حسين عبروس لـ»الشعب «على هامش النقاش الذي يدور حول مضمون النص الجديد للقصيدة الحديثة بأن هناك العديد من المتقولين يعتقدون ان الشعر العربي يمرّ أمام ديمقراطية الشعر، والقول الشعري الأكبر.
معتقدا في الشأن ذاته أنّ الراهن العربي للشعر يمرّ بحالة من وهم القول، وفوضى الكلام صياغة وبلاغة. فالنّص المفتوح سرد لا متناهي في ألقول وهذيان من مسك الكلام. فلا يعقل أن يتأقلم نظام القصيدة العربية مع فوضى الكلام النثري. ولا يعقل أن يصير النص الشعري الجيد بجمالياته، وفنياته وصوره الإبداعية.
واللغة حسب الاستاذ عبروس هي طوب البناء الذي يمدّ النص تحفه الفنية. وما يشاع عن النّص المفتوح فإنّه في الحقيقة تيهان من تيهان الروح والحالة النفسية التي تمضي بصاحبها في الغالب إلى دروب الغموض. أو تنحو به الى الومضة تعبيرا على العجز الإبداعي الذي وصل إليه بعض المتقولين والمتطفلين على عوالم الشعر الفنية، فالقصيدة العمودية أو الحرّة أو النثرية. فكل واحد تشتمل على فنياتها الخاصة بها ولغتها وصوّرها الفنية.
اما فيما يخص ما ينشر اليوم على المواقع الافتراضية ويعتبرها اصحابها شعرا ماهي في الحقيقة إلا ضرب من العبث اللافنّي. مثلا متى كان الهايكو شعرا عربيا؟ إنا مفاهيم لقيطة يراد من خلالها هدم البناء الشامخ لصرح القصيدة العربية. ومهما تعددت المواقف والرّؤى يبقى النّص الشعر يعند الشعراء الكبار قابلا للتجارب وفق منظور فنّي ومنظور نقدي معا. وبعيدا عن (التقريد) من تصرفات القرد في إعادة حركات الإنسان. وذلك لأنّ كثيرا من المقلدين ينحون بتجاربهم منحى القهقهة تحت مسميات متعددة. براقة. وإذا كانت تجربة الهايكو عمرها أربعة قرون. فإن تجربة القصيدة العربية عمرها أكثر من خمسة عشر قرنا.
خاتما تصريحه لـ «الشعب» على أنه مهما تعددت الوسائط والمواقع. يبقى الشعر وليد الموهبة والتجربة والإحساس الراقي. هو ما يخاطبنا به الشاعر عبر الأزمان.