أكّد وزير الثقافة عزالدين ميهوبي، أمس، من تيبازة، أنّ الجزائر أوفت بكل التزاماتها المتعلقة بالمعهد العربي للآثار الذي تقرّر إنشاؤه على هامش مؤتمر القمة العربي بنواقشوط سنة 2003، فيما تمّ وضع وزراء الثقافة العرب في الصورة في مؤتمرهم الدوري، مؤخرا بتونس، حول مسألة تحرير إنشاء المعهد والمساهمة في آليات تفعيله.
قال الوزير بهذا الشأن، إنّه سيتم قريبا اتخاذ القرار النهائي لتفعيل هذا الصرح الثقافي الكبير الذي بلغت نسبة إنجازه قرابة 90 من المائة. وركّز الوزير ميهوبي على أن يبقى هذا المعهد مفتوحا لكل الحضارات، لاسيما تلك التي مرّت بها معظم البلدان العربية التي شهدت مجتمعة عدّة حضارات على مدار عدّة حقب زمنية. وأعطى الوزير تعليمات صارمة للقائمين على المعهد متعلقة بهذا الشأن.
وإضاف الوزير ميهوبي، أنّه شارك مؤخرا في مؤتمر متخصص بالآثار التي لحقها خطر الاندثار، لاسيما في بعض الدول العربية وتمّ الحديث حينها على فرضية إنشاء مراكز متخصصة للحفاظ على الآثار المتبقية والقائمة ومن ثمّ فإنّ ذلك سيعزّز حتمية إنشاء هذا المركز الهام الذي تمّ تشييده بتيبازة الأثرية.
وأشار الوزير ميهوبي، إلى توقيع اتفاقية خاصة مع مؤسسة إماراتية، أمس، تعنى برقمنة كلّ ما له صلة بالتاريخ والآثار بالجزائر، يشمل عدّة محاور، من بينها المواقع والمعالم التاريخية والثقافية والأضرحة وبوابة التراث الثقافي وبوابة أعلام الجزائر.
أما عن تاريخ استلام المعهد، فقد أشار الوزير ميهوبي إلى أنّ الأمر لا يرتبط بتاريخ محدّد، بقدر ما يرتبط بتهذيب آليات إنشاء المعهد وأخذ مختلف المعطيات المرتبطة بعمله وتخصصه في الحسبان، مع ضمان صيانة كافية له مستقبلا، إلا أّنه أكّد على أنّ السلطات حريصة على استلامه في أقرب وقت ممكن.
تجدر الإشارة إلى أنّ المعهد العربي للآثار، الذي شرع في إنجازه بالمدخل الشرقي لمدينة تيبازة سنة 2012، يشمل عدّة مخابر للبحث في الآثار ومدرجين للمحاضرات بسعة 260 مقعد لكل منهما ومتحف للعرض مساحته تربو عن 4500 متر مربع ومكتبة متخصصة، إضافة إلى عدّة قاعات للعرض والاجتماعات والمحاضرات المتخصصة.