اعترف المتدخلون في ندوة نقاش على هامش المهرجان المسرح العربي بوهران، لاختيار أفضل 3 نصوص موجهة للكبار بوجود “أزمة نصوص”، سواء كان منطوقا أو مرئيا. بينما أكّد آخرون أنّ التظاهرة كذّبت فكرة غياب النص العربي في أبي الفنون.
كما أثار هؤلاء عددا من الانتقادات، أبرزها الاقتصاد كضرورة ملحّة بالنسبة للكتاب المسرحيين، والأخطاء النحوية واللغوية الكبيرة، والمسائل المتعلقة بالدلالة وغيرها من الملاحظات الأخرى التي لا تليق، بحسبهم، بمهرجان المسرح العربي ودوره الهام في “توثيق النصوص الدرامية وتعزيز المكتبة العربية”.
كما أكّدوا على ضرورة إعادة بناء الفعل الدرامي وإحداث الجمالية الفنية في النصوص المسرحية المتنافسة، على أن تكون مشروعا يتواصل في بلدانهم، فيما ترى كوكبة أخرى أنّ الأدب فن لغوي، لكن اللغة في العمل الإبداعي تتحوّل، بحسبهم، إلى شخصيات حيّة.
استندت اللجنة التحكيمية لجائزة النص المسرحي الموجه للكبار والمتكونة من الكاتب مفلح العدوان من الأردن والأستاذ بوكثير دومة من تونس، في عملها إلى منطق موضوعي، يعتمد الأسس الفنية والجمالية للنص المسرحي.
بعد الاجتماع التقييمي النهائي، افتك المركز الأول، هزاع ضامن البراري، عن نصه “زمن اليباب”. وعاد المركز الثاني للكاتب سعيد حامد شحاتة عن نصه “أريد رأسي” وجاء في المركز الثالث مناصفة كل من الأستاذ البوصري عبد الله عن نصه “آلهة العرب” مناصفة مع “محمود محمد القليني” عن نصه “غائب لا يعود”.
في تصريح لـ “الشعب” قال مصطفى سليم، من مصر، إن “المسرح لم يحقق بعد الجماهرية المطلوبة، كونه مازال محصورا في مهرجانات معينة ونخبة من المتلقين، وهي واحدة من أسباب التوجه الكبير نحو الرواية والعمل السينمائي والتلفزيوني، على حساب الكتابة المسرحية.
وذكر مصطفى، أن المشكلة الأكبر التي تواجه المسرح العربي تكمن في قلة الكتّاب المتخصصين، معتبرا أنّ هذا النوع من المسابقات ستساهم بانطلاق النص المسرحي إلى آفاق كبيرة نحو الأمام، من خلال تشجيع الكتابة المسرحية، مع توريط مؤلفين جدد وافدين من القصة أو الرواية أو كتاب من الجيل الجديد بالكتابة في هذا الاتجاه.
ويرى أن “النصوص الدرامية تتميّز عن غيرها من الكتابات بأسسها الجمالية وعناصرها الدرامية القائمة أساسا على بناء الشخصيات واختيار الفكرة وبناء بيئة العرض، مع القدرة على محاكاة الواقع الثقيل المأزوم الذي نحن نعانيه دون محاولة الذهاب إلى الماضي أو الهروب الى المستقبل”.
كما عبّر عن سعادة لا متناهية لعودة حلم القلم المسرحي، كونها تجذب أهم المؤلفين في الوطن العربي، الذين يشعروك بأنّ مستقبل النص المسرحي العربي سيكون مشرقا وأفضل من العقدين الماضيين، بعد أن تراجع في التسعينيات وأوائل الألفية الثالثة وفق نفس المتحدّث.
كما أكّد على أهميّة مثل هذه المسابقات في استعادة القلم المسرحي العربي، لكن بفكر اليوم وقضاياه المعاصرة، مرجعا أسباب تراجع الكتابة الدرامية، إلى حال الوضع العربي بمختلف فنونه وثقافاته، الذي كان، بحسبه، في حالة تخدير وتغييب وتراجع، كما اعتبرها مؤشرا واضحا جدا، تعكس شجاعة كبيرة في الكتابة.
ويعتقد الفائز بالمسابقة، الكاتب هزاع ضامن البراري، أن “نصه زمن اليباب يواجه الراهن بصلابة ويقدّم للمشاهدين وجبة مسرحية صادمة إلى حد ما، لكنها قادرة على أن تخلق وعيا جديد وربما تساهم في خلق بوصلة للخروج من الحالة المأزومة التي تعيشها المنطقة”، وفق نفس المتحدّث.
في سؤال لـ “الشعب”، حول أهمية المسابقة وماذا تضيف له، باعتباره صاحب تتويجات سابقة، قال هزاع إنه “سيعزز من مسيرتي ويساهم في توريطي أكثر في الكتابة المسرحية لتكون مشروعا متكاملا”.
وأوضح، أنّ جميع النصوص المشاركة تراعي الجانب التخييلي في العمل الفني، لافتا إلى أنّ المنطوق يختلف عن المكتوب وأنّ الكثير منهم ليسوا أساتذة في اللغة العربية، لكنهم يكتبون على الورق كتابة صحيحة، كونه يختلف عن القصيدة والقصة وغيرها من الفنون الأخرى”.
وعن كتابته التي تم مسرحتها، أجاب قائلا إن جميع نصوصه تم تحويلها إلى أعمال مسرحية، على غرار “قلادة الدم” التي فازت بجائزة أبي القاسم الشابي بتونس ومسرحية “العصاة” ومسرحية “حنبعل” وكذا “العرض المجهول” وعدد كبير من المشاريع.
كما أعلن عن سلسلة مشاريع تحكي الواقع المعيش في البلدان العربية، بما فيها الأحداث الأخيرة في سوريا والعراق وتونس، فيما قدّم قبل شهر عن اليوم، آخر “تجربة له في الأردن تحت عنوان “ظلال أنثى”.