دعا بومعزة، رئيس ديوان والي ولاية المدية، عشية أول أمس، بدار الثقافة، مسؤولي غرفة الصناعات التقليدية والحرف، إلى مرافقة الحرفيين في الميدان حتى يتسنى لهم تصريف منتجاتهم، وهذا على هامش الافتتاح الرسمي لإحتفائية رأس السنة الأمازيغية « عيد يناير» 2967 ، المنظمة من طرف مديرية الثقافة تحت رعاية رئيس الجمهورية وإشراف وزير الثقافة ووالي المدية، بالتنسيق مع المحافظة السامية للأمازيغية، ومشاركة دار الثقافة والمتحف العمومي الوطني للفنون والتقاليد الشعبية، والإذاعة المحلية وهذه الغرفة والجمعيات الثقافية.
فضل ممثل الوالي مخاطبة زوار هذه الدار بسرد بعض الكلمات المرحبة والمعبرة بالقبائلية بهم، في اشارة منه إلى أن هذه اللغة باتت إحدى الروافد الأساسية للهوية الجزائرية، مؤكدا في هذا الصدد بأن تظاهرة يناير كانت ولا تزال تؤرخ للحضارة الأمازيغية الضاربة في عمق تاريخ بلادنا، إلى جانب أن يناير يؤرخ أيضا لإنتصار الملك شيشناق على الملك الفرعوني.
ذكر رغال، مدير الثقافة، بأن ولاية المدية، كانت حاضرة بقوة في الإحتفائية الوطنية بتظاهرة يناير بالعاصمة، ملفتا الإنتباه أيضا بأن هذه الولاية تحتفل بهذا الشهر والسنة الامازيغية منذ زمان، آملا بأن تعيش الجزائر واحدة موحدة، في حين قال منير عيسوق، مدير دار الثقافة حسن الحسني، بأن يناير هو موعد تاريخي يعود إلى عمق التاريخ، ويدل بأن هذا الشعب واحد وسوف يوحد الآخرين، ويجعل هؤلاء يعيشون في السلام والأمن والخير، معتبرا في هذا المقام، بأن الجزائر هي قلعة الأحرار في العالم، كما أن مواعيدنا هي كلها للفرح وفرص للوحدة الوطنية، مشيرا بأن قطاع الثقافة هو مجسد وحاضن لكل هذه المحطات، بحيث أنه كلما احتفلنا بطعامنا وشرابنا وأعراسنا سنتذكر بطولات أمجادنا وشهدائنا.
افتتحت مديرية الثقافة هذا المحفل، الذي سيدوم إلى غاية 15 من الشهر الجاري، بتمكين السلطات المحلية والمنتخبين بتذوق ما جادت به أنامل الحرفيين والحرفيات من تراب هذه الولاية، وكذا القادمين من ولاية الأوراس، إلى جانب امتاعهم بوصلات إنشادية من طرف فرقة عيساوة التراثية بالمدية كـ «سيدي موسى لا تنساني .. و صلى الله عليك يا أحمد»، مرفوقة بوصلات إنشادية أخرى من لدن الجمعية الفلكورية «ايزولاون « من ولاية غرداية، كما تخللت مراسيم الإفتتاح إلقاء قصيدة شعرية من طرف الشاعر معمر رزق الله بعنوان: « يناير» ، فضلا على عرض للباس التقليدي لجمعية السعادة بالعاصمة، مع عرض فني تمثيلي جميل من صميم تراث الولاية جسد خصوصيات هذه الإحتفائية من تنشيط جمعية البشائر ببوسكن و جمعية الأصابع الذهبية بالمدية.
هذا وسطرت هذه المديرية لهذا الغرض، بالتعاون مع دار الثقافة وشركائها عدة أنشطة هادفة ومن أهمها تنظيم عرض مسرحي للأطفال، وآخر بعنوان: «هاذو عوايدنا ... في التيطري حكايتنا « من تقديم جمعة الأقواس ومن انتاج المتحف العمومي الوطني للفنون والتقاليد الشعبية، تنظيم ندوة ثقافية تراثية حول المناسبة بمشاركة أساتذة مختصين وباحثين في هذا المجال، مع ختم هذه التظاهرة بإقامة حفل فني على شرف الضيوف والفرق المشاركة.