د.يوسف عيدابي: القوانـين في الوطـن العـربي لا تـزال محصـــورة في أضيـــق نطـــاق
أ.دينيس فوكيراي”: الاعــــــــتراف بالمهنــــــــــة تبـــــــدأ مـــــــــن الفنانــــــــــين ذاتهــــــــــــم
أ.الحسن النفالي: وضعيـــة الفـــــــنان في الجزائــــــر أحســــن مـــن وضعيتـــــه في عـــــدة دول
كشف الدكتور يوسف عيدابي، مستشار الهيئة العربية للمسرح، عن برنامج سنوي لتنفيذ اتفاقية الإطار التي تم توقيعها، أول أمس الخميس، في إطار الشراكة بين الاتحادية الدولية للممثلين والهيئة العربية للمسرح، بالتعاون مع الجهات المسرحية في مختلف البلدان العربية، من خلال تكثيف الملتقيات والمؤتمرات.
بحسب نفس المتحدث، فإنّ الكثير من القوانين في الوطن العربي “محصورة في أضيق نطاق، كونها لا تتعد الرقابة والمناقصات الأمنية وحقوق الملكية الفكرية ولا ترقى للفنان الذي لا تزال حقوقه مهضومة، وسط قوانين جائرة قديمة”، يضيف نفس المتحدّث، معبّرا عن مساعيهم الجادة للاستفادة من الخبرة الدولية في صياغة نظم وقوانين، تتضمن إجراءات هامة لترقية حقوق الفنان والاعتراف بهم في الحياة الاجتماعية والسياسية.
كما أوضح عيدابي لـ«الشعب” أن اتفاقية التعاون والشراكة، موضوع حديثنا، ذات أهداف متعددة ولا تقتصر على الممثل، فحسب، بل تتعداه إلى التقنيين بالتلفزيون والسينما والمسرح وكذا الراقصين، وهي فرصة مواتية، بحسبه، للإطلاع على”القوانين الدولية ومواكبة التشريعات التي تسنّ دوريا في العالم ولا نعرفها، إلا بعد مرور 10 أو20 سنة عن سنها”، على حد تعبيره.
التأكيد على أهميّة الخبرة الأوربية في تحسين وتأمين وضع الفنان
كما أكّد على أهميّة الخبرة الأوروبية في تحسين وتأمين وضع الفنان، معبّرا عن طموحات الهيئة لإيصال صوت الفنان وبسط مطالبه، من خلال التعاون مع المنظمات الإنسانية العالمية المختلفة، مع احترام التتابع الزمني في تحيين الشروط المواتية له وتحديد قيمتهم، بحسب درجاتهم وأهمية المهنة في المجتمع.
بدوره، عبّر نائب رئيس الفدرالية الدولية للمثلين، الفنان العالمي دينيس فوكيراي “فرنسا” عن سعادته لتسميتها بـ “اتفاقية وهران”، المدينة الرمز، التي أنجبت الراحل عبد القادر علولة، الذي قال قبل أن يغتال في عام 1994 أنّه كان دائما يسعى لأن يقرب المسرح من الطبقات الاجتماعية، كما أشار إليه نفس المتحدّث.
كما أشاد بالعروض التي شاهدوها في اليومين الأول والثاني من مهرجان المسرح العربي في دورته التاسعة بوهران، كنموذج للمسرح العربي غير التقليدي، مردفا بالقول: “حقّا المسرح يجمعنا، لكن القاسم المشترك بيننا، مساعينا للاعتراف بنا كمهنة، لأن ما نفعله فوق الركح يعطي الانطباع أنّه سهل، لكن هناك ساعات وساعات من العمل ليرى المشاهدين النتيجة”.
وفي سؤال لـ “الشعب” عن الإضافة التي ستعطيها هذه الاتفاقية في غياب القانون الأساسي بعديد الدول العربية، قال أنّه عمل في الجزائر كممثل مع الفنان الراحل، الأستاذ محمد بن قطاف عندما كان مديرا عاما للمسرح الوطني، وأتيحت له الفرصة للاحتكاك مع الممثلين الجزائريين من خلال عقد اتفاقيات العمال، وهي بحسبه “بداية للقانون الأساسي”.
الفدرالية الدولية للممثلين نموذج عن تنوع التجارب والخبرات في العالم
أضاف أن الفدرالية الدولية للممثلين نموذج عن تنوع التجارب والخبرات في العالم، وأنّ الطريقة التي سيعمل بها الطرفان في إطار اتفاقية الإطار، تبدأ أولا بالاستماع، لافتا إلى أنّه لا توجد وصفة فعلية توافقية لكنها فرصة لتبادل التجارب فيما تكمن أهدافهم في تكسير ما وصفه بالضعف المعبر عنه من قبل فريق العمل المسرحي ورغبتهم الوحيدة في اللعب فوق الخشبة حتى وإن كان بدون مقابل.
قال “هو رائع لكن يمكن أن يصبح نقطة ضعف ويجب الاعتراف بالمهنة ابتداءً من الفنانين ذاتهم “، مشيرا هنا إلى ردّة فعلهم بعد إعادة النظر في حقوق الفنانين
والممثلين في فرنسا، وقد كتبت الفدرالية الدولية لرئيس الجمهورية الفرنسية ورئيس الحكومة، تطلب منهم العدول على هذا القرار وعدم الاشتغال في مكانها، بحسب نفس المتحدّث.
قال ذلك قبل أن يوجّه دعوة للفنانين العرب إلى التكتّل ضمن مجموعة أو نقابة أو جمعية للدفاع عن حقوقهم وتحديد ما يريدونه فعلا، معقّبا: هنا فقط يمكن للفيدرالية أن تتدخل عند الحكومات والمنظمات ومختلف الجهات المعنية لتعزيز المطالب الجماعية ومراجعة قوانينها وتطويرها.
المسرحي المغربي الحسن النفالي من المغرب، مستشار لدى الهيئة العربية للمسرح، قال مشدّدا أن “عديد الدول العربية وعلى رأسها الجزائر والمغرب تتواجد بها نقابات فاعلة، ولا تنتظر حتى تأتي الفيدرالية لتطلب منها تأسيس نقابة”، مشيرا في سياق متّصل إلى نقابة “مصر” التي تعتبر منذ السبعينيات أقوى نقابة في الوطن العربي، بحسبه.
كما أوضح في ندوة صحفية، نشطها بمعية الدكتور يوسف عيدابي ونائب رئيس الفدرالية الدولية للمثلين، الفنان المسرحي
دينيس فوكيراي أنّ بلدان عربية كثيرة سنّت العديد من القوانين الخاصة بالفنان، قائلا في هذا الصدد: ربما أن وضعية الفنان في الجزائر هي أحسن من وضعية الفنان في عدة دول عربية.
كما قال أنّ المغرب استفادت كثيرا من الاتفاقيات المبرمة بينها وبين الفدرالية الدولية للممثلين في بلورة قانون الفنان المغربي الذي أحدث سنة 2003، وتم إعادة قراءته سنة 2016، مرجعا ذلك إلى “التظاهرات المنظمة بالمغرب في إطار هذه الشراكة التي تمكّنت بفضلها المغرب بسن قانون جديد “ربما هو الأحسن حتى بين الدول الغربية”، على حد تعبيره.