الرهانات والتحديات العربية في الطبعة ٩
أكّد الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبد الله، أن ما يشغل الفنان والمبدع هو القضايا الآنية التي نعيشها والتحديات التي تواجه العرب في عالم اليوم، مؤكدا أنّ كل هذه المواضيع وغيرها ستكون حاضرة في الدورة التاسعة للمهرجان العربي للمسرح من 10 إلى 19 يناير 2017.
جاء هذا خلال مؤتمر صحفي عقدته الهيئة العربية للمسرح مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام وولاية وهران بفندق روايال، من أجل الإعلان عن الدورة 9 لمهرجان المسرح العربي «دورة عزالدين مجوبي»، التي تقام بوهران ومستغانم، برعاية رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.
تطرق عبد الله، إلى «بيت المسرحيين العرب» أو ما يعرف بالهيئة العربية للمسرح، التي أطلق مشروعها ودعمها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، إبان إلقائه كلمة خلال اليوم العالمي للمسرح في اليونسكو بباريس، أين اجتمع مع من كانوا بصحبته هناك في المسرح وأطلق كلمته المشهورة «آن الأوان أن يكون للمسرحيين العرب بيت».
منذ ذلك التاريخ، انطلقت سنة 2007 الهيئة العربية للمسرح التي وضعت إستراتيجية تنمية المسرح العربي.
3 آلاف معلم يشرفون على النشاط المسرحي بدءاً من النصف الثاني لـ2017
أبرز عبد الله توقيع اتفاقيات تعاون وشراكة مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام، سيعلن عنها خلال المهرجان لتفعيل النشاطات المسرحية بالجزائر، مذكرا باستراتيجية أخرى لتطوير وتنمية «المسرح المدرسي» في الوطن العربي.
كما قال نفس المتحدّث، إنهم اصطلحوا على تسميتها بـ «الإسعافات الأولية» والتي تدخل في إطار الاستراتيجية العشرية «10 سنوات» للهيئة، من خلال إقامة ورشات تأهيل وتدريب لمدربين قادرين على تدريب مدربين آخرين يشرفون على النشاط المسرحي في المدارس العربية، لافتا إلى أن هذا المشروع بدأ، قبل سنة ونصف، وقد تم إلى يومنا هذا تدريب 3 آلاف معلّم على مستوى الوطن العربي، سيباشرون مهامهم خلال النصف الثاني من العام الجاري.
كما كشف عن مسعى تدريب نحو 60 ألف معلم على مستوى الوطن العربي في نهاية 2017، لإدارة النشاط المسرحي في المدرسي.
تاريخ المسرح الجزائري فاصلة مهمة في مسيرة المهرجان
يرى إسماعيل عبد الله، أن المهرجان المسرحي العربي واحد من أهم مشاريع الهيئة، معتبرا إياه عرسا عربيا. وما يميّزه، بحسب نفس المتحدث، هو تنقله من عاصمة إلى أخرى، ليحط الرحال في الجزائر، بعد 8 عواصم عربية. مؤكدا، أنّ الدورة التاسعة بوهران، ستكون مختلفة ومميّزة، لأنها «تقام على أرض النضال المسرحي، الأرض التي قدمت شهداء في هذا النضال.
مع العلم ميزة الدورة أنها تحمل، لأول مرة، اسم مسرحي عربي قدم لوطنه وللمسرح في الوطن العربي الكثير وهو المناضل «عزالدين مجوبي» شهيد المسرح.
«فرقة جبهة التحرير»... مسيرة نضال وحرية
من جهة أخرى، تكمن ميزة الدورة أنها تكرم من تبقّى من أعضاء «فرقة جبهة التحرير»، وهي تجربة فريدة ودليل قاطع على أن المسرح كان حاضرا على طريق التحرر والاستقلال ومسيرة نضال الوطن العربي، من خلال هذه الفرقة التي جابت العالم وساهمت مساهمة كبيرة في التحرير والاستقلال».
العمل الثقافي جماعي وليس عمل مؤسسة أو فرد
بدوره والي وهران عبد الغني زعلان، قال في كلمته إنّ وهران بمؤهلاتها وإمكاناتها المادية والبشرية تبقى مفتوحة على كل الأنشطة الاقتصادية، الثقافية والرياضية رفيعة المستوى، وهي التي احتضنت، قبل أيام، الملتقى الرابع رفيع المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا، مشيدا بمجهودات الهيئة العربية للمسرح والديوان الوطني للثقافة والإعلام بالجزائر، قصد إنجاح تظاهرة المسرح العربي.
مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي، وجه نداءً لمختلف الشركاء الفاعلين والداعمين للحراك الثقافي الوطني والعربي، على رأسهم وسائل الإعلام بمختلف ألوانها، «حتى تعطي وجها مشرفا للجزائر وللمسرح العربي. وقال في هذا المجال: «نحاول أن نعمل تحت شعار: «العمل الثقافي عمل نضالي جماعي وليس عمل مؤسسة أو عمل فرد. والدليل، أننا وفرنا كل الإمكانات ليكون وجه آخر للمسرح الجزائري والرجوع إلى مكانتنا الحقيقية بمساعدة إخواننا العرب».
غنام: المهرجان الجامعي ليس عبثيا
قال المسرحي العربي غنام غنام، إن التظاهرة تنظم على مدار 10 أيام بدلا من ستة أيام، كما اعتادت عليه. يرجع هذا، بحسبه، إلى الكرم الجزائري الداعم لعمل المسرح.
أوضح غنام كاتب ومخرج وممثل، مسؤول مشروع المهرجان المتعلق بالمسرح الجامعي لدى الهيئة العربية للمسرح، أن المشروع ينفّذ على شكل ملتقى يجمع نجوم تمثيل الجامعة، من خلال برمجة عديد الورشات التدريبية، الندوات الخاصة والمرافقة الفنية لنجوم مسرحيين جزائريين ومن الوطن العربي، تدعم الاتجاه وتصقل الموهبة والمعرفة.
تختم هذه التظاهرة بتوزيع جوائز على أفضل ثلاث مسرحيات، وهذا من مجموع 9 عروض تم اختيارها من جميع جامعات الغرب الجزائري من قبل لجنة خاصة، بحسب نفس المتحدّث، الذي قال إن «الإلتفاتة إلى هذه الفئة الهامة ليس عبثيا، إنما المبتغى منه أن تزيد لحمة المسرح التي تجمع كل هذه الأجيال، هؤلاء الذين من المؤكّد أنّهم سيكونون زملاء لنا في الحرفة والاحتراف»، على أن تلتفت الهيئة في الفترة القادمة لـ «مسرح الشباب وتجس نبض المسرح الاحترافي»، بحسب نفس المتحدث، الذي أضاف قائلا: إنّ «هذا كله يوازي مشاريع أخرى كثيرة ستكون بالشراكة ومؤسسات جامعية وتعليمية».
وقد تعوّد المهرجان، في دورته السابقة، أن تكون هناك عروض في المسابقة تتنافس على نيل جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأحسن عمل وعروض لا تنطبق عليها شروط، وهي عروض مهمة جدا تنظم أيضا على هامش المهرجان.
حيث أعلن إسماعيل عبد الله عن «مسار ثالث» جديد في الدورة التاسعة لعروض عربية متميّزة كان فيها اشتغال مهم جدا، لكنها تحتاج أيضا إلى تطوير، من خلال برمجة ورشة مكثّفة لتقدّم هذا النتاج للمسرحيين العرب وللجمهور في الجزائر، فيما يتعلق بالمسار «الرابع» بعروض مهمة شاهدتها اللجنة وأوصت بأن تكون ضمن عروض المهرجان.
وأوصت اللجنة، الأمانة العامة وإدارة المهرجان الاهتمام بمشاركة العرض المغربي بالعمل المسرحي «الرحيق الأخير» للمخرج ياسين احجام من مسرح المدينة الصغيرة، التابع للمغرب. كما أوصت ببحث سبل الاهتمام بتجربة «مسرحية هذه حكايتي» المسرح السوداني، والتي اعتنت بتوظيف الفنون التراثية، إخراج د. سيد أحمد أحمد. وكذا تجربة «مسرحية أوديب» التابعة للمسرح الجهوي سيدي بلعباس (الجزائر) من إخراج صادق الكبير، التي اعتنت بالعمل مع المكفوفين، ناهيك عن تجربة «مسرحية المزار» من إخراج جلال جواد، التابع لمسرح الفن الحديث (سلطنة عُمان) والتي اعتنت بالعمل مع المعاقين.
كما تقدّم هذا العام للمشاركة في المسابقة أكثر من 500 عمل مسرحي عربي، تم اختيار 8 عروض وفرزها أوليا من خلال لجان تحكيم وطنيا، رشحت كل لجنة 15 عرضا كحد أقصى ومن ثمة تكفّلت اللجنة العربية المركزية، التي تجتمع في الشارقة، باختيار أهم هذه العروض. مع العلم أن من شروط المشاركة، أن تكون المسرحية من إنتاج نفس العام الذي في نهايته تعقد دورة المهرجان وتمنح للفرقة الفائزة أيقونة و25 ألف دولار.
وقد وقع الاختيار على: «لثلث الخالي» من إخراج تونس آية علي، تأليف محمد شواط من المسرح الجهوي العلمة – الجزائر، ومسرحية « الخلطة السحرية» للسعادة من تأليف وإخراج شادي الدالي من مسرح الهناجر – مصر. و»القلعة» من إخراج علي الحسيني وتأليف عبد الأمير الشمخي من المسرح الكويتي – الكويت». ومسرحية خريف من «إخراج أسماء هوري وتأليف فاطمة هوري من مسرح أنفاس – المغرب». و»يا رب» من إخراج مصطفى ستار الركابي وتأليف علي عبد النبي الزيدي من منتدى المسرح التجريبي – العراق.
ومن مسرح الشامات بالمغرب، تم اختيار مسرحية «كل شيء عن أبي» من إعداد وإخراج بوسلهام الضعيف، عن رواية لمحمد برادة. فيما تمثل مسرحية «العرس الوحشي» من إخراج عبد الكريم الجراح وتأليف فلاح شاكر، فيما تمثّل «الأردن وثورة دونكيشوت» من تأليف وإخراج وليد الداغسني، كلاندستينو – تونس.