حركية كبيرة يعيشها القطاع الثقافي بأدرار ترجمها تنظيم عديد الانشطة المتنوعة من ملتقيات، ومهرجانات للفلكلور حيث عرف هذا العام تقليصا في حجم الأنشطة الثقافية سواء من حيث المدة أو إلغاء بعضها، بسبب ترشيد النفقات، وشهدت الساحة المحلية أنشطة ثقافية ساهمت بشكل أو بآخر في تفعيل المشهد الثقافي بالولاية، مثلما جرى العام الماضي والتحضير للسنة الجديدة 2017 التي تعد محطة للحفاظ على الوتيرة الثقافية المسجلة.
أهم ميزة للمشهد الثقافي بأدرار تنظيم فعاليات الملتقى الدولي الموسوم بـ «مدرسة التصوّف الجزائرية وامتداداتها الافريقية، الذي احتضنت فعالياته الجامعة الافريقية بمبادرة من الزاوية الكنتية وبحضور العلماء والمشايخ من داخل وخارج الوطن على غرار مشاركة 09 دول عربية وافريقية. الفعاليات أشرف عليها وزير الداخلية والجماعات المحلية، رفقة السلطات المحلية.
المشاركون في هذا المؤتمر العلمي، وعلى مدار يومين من البحث والنقاش، أبرزوا صلة الربط التاريخي بين الجزائر وإفريقيا ودور الطرق الصوفية في نشر الفكر الوسطي.
الملتقى الدولي تضمن 20 محاضرة علمية موّزعة على أربع جلسات علمية على مدار يومين كاملين، كما تضمن الملتقى عديد الأنشطة الثقافية على غرار زيارة الزوايا والمناطق الاثرية بالولاية، بالإضافة زيارة خزائن المخطوطات، وغيرها من الأنشطة المتنوعة التي تبرز التراث الثقافي للولاية والضارب بجذوره في عمق التاريخ.
من أهداف المؤتمر وضع الخارطة الجغرافية والتاريخية لأهم أركان مدرسة التصوّف الجزائرية في إفريقيا، والتعريف بجهود علماء الجزائر ودورهم في نقل العلوم والمعارف داخل القارة الإفريقية، إضافة الى التعريف بالتراث الصوفي المخطوط في إفريقيا وتسهيل مهمة الوصول إليه تحقيقا ودراسة، والمساهمة في انجاز الموسوعة الإفريقية الكبرى للتصوّف، فضلا عن التذكير بمبادئ الإسلام السمحة من خلال الوقوف على جملة من القيم والمثل العليا، التي طبعت حياة ومعاملات الصوفية، ومكنّتهم من ولوج أبواب إفريقيا وكسب الملايين من ساكنتها.
من جهتها، دار الثقافة والفنون بأدرار، نظمت أيام أدرار للشعر الفصيح وبمشاركة عديد الشعراء من مختلف الولايات، بغية تبادل المهارات والخبرات في هذا اللّون الأدبي.
تدخل هذه الفعاليات في إطار تنظيم الخيمة الوطنية للشعر الشعبي التي دأبت دار الثقافة بأدرار على تنظيمها كل سنة وفي اطار البرنامج السنوي الذي تنظمه دار الثقافة، بهدف التعريف بالشعر الفصيح، واكتشاف المواهب الشابة في هذا المجال والاحتكاك بين الشعراء المشاركين وصقل مهاراتهم الإبداعية في هذا اللّون الفني.
كما احتضنت جامعة أدرار ندوة فكرية حول راهن الشعر الفصيح نشّطها الدكتور طارق ثابت وناصر لوحشيي، وعبد الرحمان اخداري، ناقشوا فيها ماهية الشعر الفصيح وسبل الاهتمام به وترقيته ودوره في ترقية اللغة العربية والتحديات التي تواجهه.
كما احتضن المركز الوطني للمخطوطات بأدرار فعاليات الدورة التكوينية حول ترميم المخطوطات من تنظيم وإشراف أساتذة ومختصين وأوضحت مديرة المركز الوطني للمخطوطات بأدرار لعجالي صليحة، ان هذه الدورة تندرج ضمن الإستراتيجية التي سطرها المركز التي ترمي الى وجود تكوين متواصل لإطارات المركز بغية تنمية معارفهم وصقل مهارتهم في كل المجالات لاسيما تخصّص حفظ وصيانة المخطوط.
عدد المستفيدين من الدورة 18 إطارا، موّزعين على عديد المؤسسات الثقافية على غرار إطارات المركز، وإطارات من مديرية الثقافة، وملحقة بسكرة وتلمسان، كما قالت لعجالي صليحة أن المبادرة ستتكرّر لتكون مفتوحة للجمهور المهتم بالمخطوطات.
كما شكل عنوان المخطوطات الجزائرية وإسهاماتها في الحضارة الإنسانية محور فعاليات الملتقى الدولي الثالث للمخطوط، والمنظم بمبادرة من طرف مخبر المخطوطات الجزائرية في إفريقيا بجامعة أدرار وبالتعاون مع ولاية أدرار وتحت الرعاية السامية لمعالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبمشاركة 11 دولة على غرار الجزائر، تونس، السعودية، السنغال، العراق، مالي، مصر، المغرب، موريتانيا، النيجر ونيجيريا.
أوضح البروفيسور احمد جعفري، مدير مخبر المخطوطات الجزائرية في إفريقيا بجامعة أدرار، ان أشغال الملتقى تتم عبر ورشتين كبيرتين، الورشة الأولى تكون عامة ومفتوحة لكافة طلبة الجامعة وهواة البحث في قضايا التراث، والورشة الثانية تكون متخصّصة تستهدف طلبة الدراسات العليا.
تهدف أساسا الى فتح ورشات تكوينية متخصّصة لطلبة الدراسات العليا خاصة ومجموع الطلبة والباحثين عامة، ومحاولة التوصل إلى وضع بيبلوغرافيا للمخطوطات الجزائرية، والتعريف بالتراث الجزائري المخطوط المبعثر في رفوف المكتبات والخزائن وتسهيل مهمة الوصول إليه تحقيقا ودراسة.
موازاة مع هذه الفعاليات، نظم مخبر المخطوطات الجزائرية في إفريقيا جائزة ودرع محبرة التراث، منحها المخبر للخطاط محمد بن سعيد شريفي خطاط مصحف القرآن الكريم، والعملات النقدية، كما فتح المخبر جائزة أخرى لأحسن كتاب في حقلي التحقيق والتأليف العام وهي جائزة مخصّصة لفائدة منتسبي المخبر.
الأيام الوطنية لـ «المنودرام» تصنع الحدث
المشاركون وعلى مدار 03 أيام تنافسوا على جوائز الايام ويتعلق الامر بجائزة أحسن عرض متكامل، وجائزة أحسن إخراج، وجائزة أحسن نص، وجائزة أحسن أداء.
تهدف الأيام، إلى المساهمة في تطوير الفعل الثقافي بالجنوب الجزائري، وتطوير المنافسة بين ممارسي الفن المسرحي بالجنوب، وترقية الفن المسرحي وخاصة الكفاءات الفنية الدرامية الفردية، وتشجيع التجارب الجادة والأبحاث في مجال المونودرام، ورابط التواصل بفناني جميع أنحاء الوطن.
المونودرام هو فن، من الفنون الدرامية التي تطوّرت واتسعت رقعتها خلال القرن العشرين والقائمة على ممثل واحد يسرد الحدث عن طريق الحوار مع ذاته.
كما شهدت الساحة المحلية بولاية أدرار فعاليات الأيام الوطنية للمنودرام، الفعاليات تم من خلالها تقديم 11 فيلما وثائقيا وعرض أفلام خارج المنافسة، إضافة الى تنظيم ندوات علمية تعنى بالنقاش حول واقع وآفاق المشهد السينمائي في الجزائر، فضلا عن تنظيم ورشات تكوينية حول صناعة الافلام للطلبة والمهتمين.
حيث عادت الجائزة الاولى للفيلم الوثائقي «معركة مركالة» لمخرجه مصطفى بريبي، أما الجائزة الثانية فعادت لفيلم «إرث الحضارة» لمخرجه خالد نابتي مناصفة مع فيلم «الخطاط» محمد بن سعيد شريفي لمخرجته ايمان بوحوية، فيما عادت الجائزة الثالثة للفيلم الوثائقي «توات أرض الخيرات» لمخرجه يوسفي عبد الهادي.
من جهته، المخرج سعيد مهداوي، عضو لجنة التحكيم استحسن الافلام الوثائقية في الطبعة الثالثة من حيث نوعية العروض المقدمة وطريقة إخراجها، معتبرا بأن ولاية أدرار يمكنها استغلال فعاليات الفيلم الوثائقي للترويج لمكنوناتها السياحية عن طريق السياحة.