أكّد الفنان المسرحي والمخرج نور الدين ضيف الله أنّ المسرح الجزائري يعتبر جزءًا مهمًا من الثقافة الجزائرية، حيث يعود تاريخه إلى العصور القديمة. ومع ذلك، يقول “فقد واجه المسرح الجزائري العديد من التحدّيات والصعوبات على مرّ السنين، بما في ذلك القمع والتهميش من قبل السلطات الاستعمارية الفرنسية”.
وأضاف ضيف الله في حديث لـ«الشعب” أنّ المسرح الجزائري يشهد نهضة جديدة، بعد أن ظهرت العديد من الجمعيات والتعاونيات المسرحية والفرق الفنية التي تعمل على إحياء التراث المسرحي الجزائري وتطويره. ومع ذلك يقول “يبقى واقع المسرح الجزائري معقدا ومتغيرا، في ظلّ التحديات والصعوبات التي تواجهه، منها نقص التكوين وقلّة البرامج التدريبية والتعليمية الكافية، ممّا يؤدّي إلى نقص في الكفاءات والمهارات المسرحية”، مضيفا أنّ المسرح يتعرّض اليوم إلى منافسة شديدة في حضور وسائل التواصل الاجتماعي، التلفزيون والسينما، ممّا يؤدّي إلى صعوبة في جذب الجمهور.
ضيف الله يرى أنّ المسرح الجزائري يقدّم عروضًا فنية مستلهمة من الموروث الثقافي الجزائري وهو ما يُسهم حسبه، في تطوير الفن المسرحي في الجزائر، من خلال إنتاج عروض مسرحية جديدة ومبتكرة، تعمل على تعزيز الهوية الوطنية الجزائرية.
وأضاف بأنّ العروض المسرحية من جهة أخرى تستخدم كأداة تعليمية لتلقين الأطفال والشباب القيم والثقافة الجزائرية، ويرى أنّه للارتقاء بالمسرح الجزائري يجب تطوير الكتابة المسرحية الجزائرية من خلال دعم الفنانين والكتاب المسرحيين والمخرجين الجزائريين وتشجيعهم على إنتاج أعمال مسرحية جديدة ومبتكرة، إلى جانب إنشاء جمعيات مسرحية جزائرية تعمل على دعم المسرح الجزائري وتطويره، مع توفير التمويل الكافي، وإنشاء صناديق دعم مالية لذلك، كما يؤكّد على ضرورة تكثيف الدورات التدريبية لتطوير مهارات الممثلين والمخرجين والمؤلفين المسرحيين، فضلا عن دعم البحث العلمي في مجال الفنون المسرحية ودمجها في أطوار التعليم الثلاثة لترسيخ ثقافة المسرح لدى الجيل الناشئ .