كشف صخري عن هذه المبادرة عقب الشهادات المثيرة التي أدلى بها العديد من الأشخاص الذين رافقوه أو أولئك الذين عرفوه عن بعد، من خلال ما اطلعوا عليه من مصادر أخرى، تحتاج فعلا إلى توثيق هذه المعلومات وتصنيفها وفق عمل منهجي واضح.
وقد عاد الباحث نورالدين فتاحين، بالحضور إلى الخلفية التاريخية لنشأة الفن الشعبي والظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تأسس فيها، كتعبير عن خصوصيات الشعب الجزائري في تلك الفترة.
كما حاول الغوص في تفاصيل هذا الفنان، لكن نظرا لقلة المراجع المدونة والشفاهية كذلك، اكتفى الكاتب بالمعلومات المعروفة لدى العامة من الناس، كالحفل الوحيد الذي أحياه في سنة ١٩٨٧ بقاعة إبن خلدون... وحبّه الشديد للخير وللناس المعوزين.
إلا أن شهادة أحد المقربين منه، الذي ترعرع معه بحي «رامب فالي»، غيّرت مجري الأحداث، بعد أن أعطى معلومات دقيقة جدا، اختلفت اختلافا جذريا عمّا قدم من عموميات بخصوص هذا الرجل وهذا عندما أورد بأن عائلة بن الطيب، خاصة والده، هو الذي تكفل بالطفل اعمر آيت زاي المعروف باسم الزاهي... وكل التسجيلات المرئية أو المسموعة التي ترونها تمت في منزل عائلة بن الطيب.
كما تناول الكلمة لمين بشيشي، الذي أشاد بخصال هذا الفنان ومناقبه تجاه ما كان يقوم به خدمة لهذا النوع من الأداء.
في نفس الاتجاه اعتبر الأستاذ مرداسي، من قسنطينة، أن الفن الشعبي هو رد فعل من الجزائريين على ما كانوا يتعرضون له من تعنيف آنذاك وهو ذائع الصيت في كامل التراب الوطني، وليس في القصبة وضواحيها فقط.
نشير إلى أن أغلب التدخلات الأخرى انصبت حول الزاهي الإنسان... الزاهي الزاهد في الحياة، الذي يرى الوجود بنظرة أخرى، لا يغريه أي شيء.
في حين كان بالإمكان الحديث عن الجانب الفني واللمسات الاستثنائية التي أدخلها على الشعبي في مزجه مع «الفلامنكو» و»الشرقي» و»الغربي». فكل ما يتعلق بالنوبات فقد تعلّمها لوحده وفي وقت قصير جدا، مما جعله يتميز في عمله. دون أن ننسى هنا ما قدمه بوجمعة العنقيس الذي كان يكنّ له كل التقدير والاحترام.
تـــــوثيق المســـــيرة الفنيـــــة للمرحــــــوم الزاهــــــــــي
«لاناب» مستعــــدة لمرافقـــــــة أي عمـــــل أكـــــــــــاديمي
جمال أوكيلي
شوهد:565 مرة