بهجة رحال خلال حديثها عن حفلها بقاعة إبن خلدون:

جمعيات الموسيقى الأندلسية حادت عن مهمّتها الأساسية

فضاء مصطفى كاتب: أسامة إفراح

التعريف بموسيقانا الكلاسيكية مسؤولية يتقاسمها الفنان والوزارة

بدعوة من مؤسسة فنون وثقافة، تحيي بهجة رحال حفلا، عشية الجمعة، بقاعة إبن خلدون بالعاصمة، سيكون موضوعه الرئيس «الجزائر العاصمة».
في هذا السياق، نشطت الفنانة لقاءً مع الصحافة، أعطت فيه لمحة عن برنامج الحفل. كما لم تتوان عن التطرق إلى رؤيتها لواقع الموسيقى الأندلسية في الجزائر، معتبرة أن الجمعيات الموسيقية خرجت عن دورها التربوي وباتت تسعى وراء الحفلات والمهرجانات، وهو أمر في غير صالح التلاميذ والمتدرّبين.

شرحت بهجة رحال سبب عدم إحيائها حفلات في مدة زمنية متقاربة، قائلة إنها تفضل تقديم عمل جديد ونوبة جديدة، فالأمر، بحسبها، «قضية احترام للجمهور. وإذا كنت سأقدم دائما نفس البرنامج فلا أرى لماذا سيحضر الجمهور إلى حفلي»، تقول بهجة، مؤكدة أن الحفل الذي تحييه هذا الجمعة على الخامسة مساءً «حفل - حدث لأنه مختلف». في هذا الصدد، لاحظت الفنانة أنه يوجد الكثير من الحفلات المنظمة في فترات متقاربة، لكن الجمعيات تقدم نفس البرامج أو أعمالا متشابهة.
عن برنامج الحفل، قالت بهجة رحال إنه جديد ولكنه لم يسجّل بعد وإن ألبومها الجديد سيدخل الأستوديو شهر جانفي المقبل... وسيتضمن البرنامج نوبة ووصلتين اثنتين: عروبي وحوزي في الأخير. كما سيكون الموضوع «الجزائر العاصمة»، بعد أن كان موضوع آخر حفلين للفنانة في بوردو وباريس «الأندلس قصر الحمراء»، وجاء ذلك نتاج عمل مشترك مع موسيقي إسباني يشتغل على الموسيقى القديمة، رفقة جوق اسمه «لا غراند شابيل»: «قدمنا الحفل في قصر الحمراء في غرناطة في 2015 ثم في سبتمبر بباريس بنفس البرنامج والجوق، لذلك أسميناه الأندلس غرناطة، لذلك أردت أن يسمى هذا الحفل الجزائر العاصمة».
وذكرت رحال، أنها التقت، في شهر ماي الفارط، مع وزير الثقافة ميهوبي، «تكلمنا حينها عن مشاريعي وعن حفل الأندلس، وكنت حينها قد طلبت تنظيم الحفل في قصر الرياس أو قصر مشابه، ووعدني الوزير بمحاولة تنظيمه هنا بالجزائر ولكن لم أحصل على جواب لغاية الآن».
سألنا الفنانة أن تفيدنا برأيها حول واقع الموسيقى الأندلسية الجزائرية، فأجابت بأن الحديث عن المعاهد الموسيقية و»الكونسرفاتوار» هو حديث عن الأماكن أين يتعلم الأطفال الموسيقى الأندلسية، وبهجة رحال نفسها مرّت بهذه المراحل... واعتبرت محدثتنا أن الأمر في البداية يكون مجرد هواية فقط، والهدف من ورائه ينحصر في الموسيقى، وتسمية «كونسرفاتوار» تحمل معنى الحفاظ على الموسيقى وعلى التراث.
لكن بداية من نهاية الثمانينيات وفي سنوات التسعينيات من القرن الماضي، حملت الجمعيات المشعل بعد غلق العديد من معاهد الموسيقى، وتحمّلت عبء تكوين الأطفال وهواة الموسيقى الأندلسية. «هذا الأمر جيد، ولكن في السنوات الأخيرة لم يبق التكوين الهدف الأول للجمعيات، بل تحول الأمر لدى الأغلبية إلى التفكير في الحفلات والمهرجانات»، تقول رحّال، مؤكدة أن الحفلات يجدر تركها للمحترف وليس للهاوي.
وأكدت رحّال، أن الاحتراف ليس فقط مسألة وقت، فأحيانا حتى 20 سنة من الموسيقى لا تكون كافية. لكن في حالة الأطفال، فالأصل أن يتعلموا الموسيقى وليس أن يجدوا أنفسهم مقحمين في إحياء وتنشيط الحفلات والمهرجانات، لأنه، بحسب محدثتنا، «قفز على المراحل تجعل الطفل يشعر بأنه وصل وبلغ الكمال».
وعابت رحّال على المكوّنين المفردات التي يوظفونها، فالأطفال صاروا يتحدثون عن «التدريبات»، وهذه الأخيرة مخصصة للموسيقيين المحترفين، أما المبتدئون فيتابعون دروسا، ثم يصير المبتدئ هاويا، والهاوي يصير محترفا.
ذكّرنا بهجة رحال بإمكانية وجود مواهب موسيقية خارقة، بغضّ النظر عن عامل السن، فأجابت بأنه من السهل على المكوِّن التعرف على المواهب، لكن المواهب نادرة والأصحّ والأجدر هو احترام مراحل التكوين.
أما عن نشر الموسيقى الأندلسية فيما وراء حدود الوطن، قالت رحّال إن هذه الموسيقى هي أسهل للتعريف بها في الدول العربية، لما فيها من موشحات باللغة الفصحى، وأضافت بأنه يجب علينا التعريف بموسيقانا الكلاسيكية، وهو دور الفنان ولكن دور وزارة الثقافة أيضا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024